strong>«حــماس» تتّــهم فــياض بالتنســيق مع أميــركا وإسرائيــل لإغــلاق 100 مؤســسة خيــرية
فرض السيطرة الفلسطينية على الضفة الغربية بات في عهدة واشنطن، التي تعدّ لإنشاء خمسة ألوية فلسطينية للانتشار فيها، في وقت اتهمت «حماس» حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية برئاسة سلام فياض بالتنسيق مع إسرائيل لإغلاق أكثر من 100 مؤسسة خيرية، مستهدفة بذلك الذراع الاجتماعية للحركة.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن المنسق الأمني الأميركي الجنرال كيت دايتون يعمل على تأليف خمسة ألوية عسكرية فلسطينية جديدة تكون خاضعة للرئيس محمود عباس وتنتشر في الضفة الغربية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن هذه المصادر قولها إن «خطة دايتون لا تزال في مرحلة الإعداد الأوّلي، وعندما تُعرض بالتفصيل على إسرائيل، سيتقرّر ما إذا كان سيُصادق على إدخال أسلحة وعتاد عسكري للقوة الفلسطينية الجديدة». وأضافت أن «دايتون يريد المساعدة في تدريب القوة الجديدة وتسليحها».
ويبدو أن خطة دايتون تقضي بإقامة قوة عسكرية صغيرة في البداية، وبعد ذلك إقامة القوة الكبيرة.
وفي الشأن الداخلي، اتهم المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بالتنسيق مع إسرائيل والإدارة الأميركية في قرار حل أكثر من 100 جمعية خيرية بهدف إضعاف «حماس».
وقال أبو زهري إن «سلام فياض لا يمتلك الشرعية لاتخاذ هذا القرار لأن حكومته غير شرعية ولم تعرض على المجلس التشريعي». وأضاف «أن المختص باتخاذ مثل هذه القرارات ضد الجمعيات هو المحكمة، وإذا كان لدى فياض أي ملاحظات فعليه أن يرفع دعوى إلى المحكمة».
وأوضح أبو زهري «أن هذه المؤسسات مغلقة عملياً منذ الأحداث الأخيرة في غزة. ومعظم أموال هذه الجمعيات سُرقت وصودرت وبيعت ممتلكاتها، ونحن في حركة حماس لن نتخلى عن شعبنا وسنبحث كل البدائل الممكنة لدعم الأسر المهمشة والفقيرة».
ونفى الأمين العام لمجلس وزراء الحكومة الفلسطينية المُقالة، محمد عوض، أن تكون أي دولة عربية تقدّمت بمبادرة رسمية سوى المبادرة اليمنية التي تضمّنت نقاطاً واضحة لانطلاق الحوار بين حركتي «فتح» و«حماس». وأشار إلى أن «المبادرة اليمنية تُعَدّ المبادرة العربية الوحيدة التي يمكن اعتبارها مبادرة حقيقية لأنها تضمّنت نقاطاً محدّدة للحوار بين حركتي فتح وحماس، أما بقية الدول العربية فلم تطلق أي مبادرة رسمية».
وأوضح عوض أن اتصالات حكومته بالأوروبيين مستمرة، «وهي اتصالات تتم عبر لقاءات مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية لتوضيح موقفنا السياسي والاقتصادي والإنساني والأمني في قطاع غزة.. الاتصالات مع الأوروبيين غير مرتبطة بالحكومة في قطاع غزة وذلك لأن الأوروبيين لهم مواقف مسبقة».
ميدانياً، أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أمس أن جيش الاحتلال اعتقل فتى فلسطينياً يشتبه بأنه كان يريد محاولة تنفيذ عملية استشهادية تستهدف جنوداً إسرائيليين في شمال قطاع غزة. وأضاف أن الفتى «يبلغ من العمر نحو 15 عاماً وكان يرتدي حزاماً ناسفاً يحتوي على قنبلتين، وكان على ما يبدو ينوي تفجيره ضدهم (الجنود)، وقد اعتقلته قوات الأمن للتحقيق معه».
وفي هذا السياق، أُصيبت إسرائيليتان أمس في قصف صاروخي على مستوطنة سديروت الإسرائيلية شمال قطاع غزة، تبنّته «كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري لحركة «فتح».
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قذيفة أصابت مبنى سكنياً في سديروت إصابة مباشرة، ما أدى إلى إصابة امرأة بجروح طفيفة وإصابة امرأة أخرى بالهلع، مشيرة إلى أن المصابتين نُقلتا إلى مستشفى لتلقّي العلاج.
ودعت «كتائب شهداء الأقصى» سكان سديروت إلى إخلاء منازلهم القريبة من المواقع الحساسة في البلدة. وقال القيادي في «كتائب الأقصى»، خالد الجعبري، إن «هذا التحذير يأتي بالدرجة الأولى للمقيمين في محيط المقار الرسمية، وخصوصاً مقر البلدية ومركز الشرطة»، مشيراً إلى أن التحذير يشمل جميع السكان على مسافة تقدر بمئتي متر من هذه المواقع.
من ناحيتها، قالت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري لـ«لجان المقاومة الشعبية»، إنها أحبطت محاولة تسلل لقوات خاصة إسرائيلية قرب موقع ناحل عوز العسكري شرق غزة.
إلى ذلك، قال مسؤول أمني مصري أمس إن قوات حرس الحدود المصرية وُضعت في حال تأهّب استعداداً لتظاهرة تنوي حركة «حماس» تنظيمها عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
وأكدت مصادر فلسطينية نية «حماس» تنظيم تظاهرة كبيرة عند معبر رفح غداً السبت احتجاجاً على إغلاقه منذ أكثر من عشرة أسابيع.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)