القاهرة ــ وائل عبد الفتاح
ظهر الرئيس المصري حسني مبارك أول من أمس خلف المنصة الزجاجية في استاد القاهرة قبل دقائق من افتتاح مباراة فريقي الأهلي المصري وبرشلونة الإسباني. لم تكن هذه مفاجأة كاملة إلا لمن قرأ خبر وفاة الرئيس على شبكة الإنترنت.
رسمياً لم يعلن من قبل عن حضور الرئيس، فقط لوحظت بعض الاستعدادات مثل إخلاء المقاعد المحيطة بالمنصة، وتلميع زجاجها، وهي إجراءات ارتبطت عادة بحضور «شخصية مهمة».
وعندما أعلنت الإذاعة الداخلية وصول الرئيس فوجئ جمهور كبير يفوق الـ100 ألف مشجع بمبارك يلوح بيد، بينما تمسك الأخرى بأصغر أحفاده.
الجديد في المشهد كان اصطحاب الحفيد، وهو من طقوس «العائلات الحاكمة»، التي غاب أخيراً الحرص على إخفائها، تماماً مثل اختيار موعد زفاف الابن الأصغر جمال (43 عاماً) فى موعد ميلاد الرئيس الأب نفسه.
عادات ارتبط ظهورها في الخيال السياسي بصعود فكرة «التوريث» أو نقل السلطة من مبارك إلى جمال الابن الأصغر بعد إزاحة الأكبر علاء من السياسة متفرغاً لمشاريعه الخاصة.
جمال القادم من عالم البنوك سيتزوّج من شقراء تصغره بما يقرب 20 عاماً، وتنتمي إلى الجيل الجديد من عائلات كوّنت ثروتها من المقاولات. زواج اعتبره تقرير وكالة «رويترز» أمس أنه «خطوة قد تساعده في أن يكون مؤهلاً لشغل أكبر منصب في البلاد وهو الرئاسة التي يتولاها والده منذ أكثر من ربع قرن من الزمان».
ولاحظ التقرير نفسه أن جمال يبدو في تحركاته كأنه في جولات انتخابية. وترأس فى مدينة المنيا (أولى مدن صعيد مصر) قبل يومين «اجتماعات عامة وتحدث مع مواطنين كبار وقبّل نسخاً من المصحف أهديت إليه، كما تسلم باقات من الزهر وعاين حِرَفاً يدوية بمدرسة للبنات».
هذه التصرفات تدفع صحف معارضة ومستقلة إلى وصفه بـ«ولي العهد» الرئاسي. وترى أن زواجه هو استكمال صورة الحاكم المقبل على الطريقة المتبعة في القصور الملكية. ورغم أن الأخبار المتسرّبة من الرئاسة تؤكد أن الحفل سيقتصر على العائلتين وأصدقاء العروسين، إلا أن المفارقة اختيار موعد الزفاف في تزامن مع المؤتمر الدولي عن العراق، وفي المكان نفسه: شرم الشيخ.
ترتيبات «الخلافة» أو انتقال السلطة من مبارك الأب إلى الابن هو خلفية انتشار شائعات الموت بصورة متكررة عن الرئيس، الذي تُعَدُّ حالته الصحية «سراً حربياً». كما يثير الاختفاء المفاجئ له رعباً خفياً تبدو الشائعات كما لو كانت تدريبات على الحدث قبل أن يقع.