طهران ـــ محمد شمص
دخلت الانتخابات البلدية وانتخابات مجلس الخبراء في إيران مرحلة جديدة من التنافس السياسي والإعلامي الحاد بين قوى الحركة الإصلاحية والتيارات المحافظة، وذلك مع اقتراب موعد الاستحقاق المقرر في الخامس عشر من كانون الأول الجاري، وإعلان اكتمال تأليف غالبية لوائح المرشحين.
ودعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الشعب الإيراني الى المشاركة الواسعة في الانتخابات، مشدداً على أهمية مجلس الخبراء كونه أهم المؤسسات الدستورية في البلاد، فهو يُعنى بانتخاب الولي الفقيه.
أما الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي فحث، من جهته، أنصاره والشعب الإيراني على المشاركة الكثيفة في هذه الانتخابات مراهناً على الحضور الشعبي الواسع لإيجاد تغييرات مهمة قد تمهّد لعودة الإصلاحيين الى السلطة وموقع القرار.
وقال خاتمي، أمام آلاف الطلاب الجامعيين في طهران، “اذا توجّه الناخبون كالسيل الى صناديق الاقتراع فإن النتيجة ستكون واضحة وجلية”، موضحاً أن “النتيجة ستكون حتماً لصالح المسيرة الإصلاحية وتعزز أيضاً النظام الجمهوري الإسلامي”.
ودعا خاتمي أنصاره الى التصويت للإصلاحيين لكن من دون أن يسمي لائحة بعينها، مشيراً الى أن الحركة الإصلاحية لا تنحصر فقط في جبهة “الثاني من خرداد”، هذه الجبهة التي ضعف دورها بعد انقسامها على نفسها.
في هذا الوقت، أعلن الإصلاحيون تأليف لائحة موحدة لخوض الانتخابات البلدية من حزب ثقة الشعب (اعتماد ملي)، الذي يتزعمه رئيس مجلس الشورى السابق، الشيخ مهدي كروبي، وجبهة المشاركة الإصلاحية، التي يتزعمها الدكتور محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، فيما أحجم حزب علماء الدين المناضلين (روحانيون)، الذي يتزعمه الرئيس خاتمي، عن تأليف لائحة منفصلة لانتخابات مجلس الخبراء، عازياً الأسباب، في بيان له، الى رفض مجلس صيانة الدستور ترشيحات عدد من أعضائه وفي مقدمتهم الشيخ مجيد انصاري.
أما كرّوبي فقد ألّف لائحة خاصة بحزبه للمشاركة في انتخابات الخبراء، وعلى رأس هذه اللائحة رئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شاهرودي. وحذر كروبي الإصلاحيين من الاستخفاف بانتخابات مجلس الخبراء او إغفال أهميتها وعدم التركيز فقط على الانتخابات البلدية.
ولم يعلن التيار المحافظ حتى الآن الأسماء واللائحة النهائية لمرشحيه لكنه قرر الترشّح في لائحة موحدة مشتركة وقوية، تضم حزب الأصوليين (اصولكرا) وإعمار إيران (ابادكران) والمحافظون وقوى وأحزاب أخرى محسوبة على التيار المحافظ، فيما لمّح أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، الى احتمال انقسام قد يطرأ على هذه اللائحة بسبب خلافات بين الأصوليين والمحافظين.
في هذا الوقت، تنشط الحملات الدعائية والانتخابية للقوى المتنافسة وتتصدر أخبار اللوائح والانتخابات الصفحات الأولى من الصحف الإيرانية، فيما تزايدت أعداد مواقع الانترنت التابعة للمرشحين والأحزاب للتعريف ببرامجهم الانتخابية.
إلى ذلك (أ ف ب)، دخل الإصلاحيون على خط انتقاد سياسة طهران الحالية في الملف النووي، حيث انتقد المسؤول الايراني السابق عن الملف النووي، حسن روحاني، بشكل ضمني أمس سياسة الصدام مع القوى الكبرى التي تعتمدها الحكومة الحالية، مؤكداً أن “طريقته” في التعامل مع الملف كان يمكن أن تمنع إحالته الى مجلس الامن.
وقال روحاني، لصحيفة “اعتماد ملي” اليومية، “كنا نسعى الى جعل الملف النووي بعيداً عن مجلس الأمن ولو كنا واصلنا في هذا الاتجاه لما كنا وصلنا” الى هذه الحالة.
وكان روحاني قد كُلّف بالملف النووي عام 2003، غير أنه تخلّى عن مهماته عقب فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بسدة الرئاسة في حزيران 2005.