القاهرة ــ خالد محمود رمضان
“براغماتية” حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ وصولها إلى السلطة، تزداد تبلوراً مع الوقت، وانتقلت من عرض هدنة طويلة الأجل إلى القبول بدولة على حدود عام 1967
استهل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لقاءاته الرسمية في العاصمة المصرية أمس، بدعم طرح إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، إلا أنه رفض اعتبار ذلك “حلاً نهائياً”.
وانتهز هنية أمس لقاءيه مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ليعلن أن الفلسطينيين قطعوا شوطاً كبيراً في مفاوضات تأليف حكومة وحدة وطنية، موضحاً أن الحوار لا يزال مستمراً وأن الحكومة سترى النور في اللحظة التي تنتهي فيها الحوارات الداخلية.
وأعرب هنية عن أمله في إنهاء معاناة 10 آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية “في أقرب وقت”، والتي رأى أنّها “قضية إنسانية”.
وعزز هنية اقتراحاً تقدم به رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل يقضي بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في حزيران عام 1967. وقال، في مؤتمر صحافي عقده عقب محادثاته مع موسى، إنه “يدعو حكومات الدول العربية وحكومات دول الشرق الأوسط ودول العالم الأخرى إلى الضغط على إسرائيل لقبول الاقتراح”. وأضاف “مللنا الحديث عن خريطة الطريق”، مشيراً إلى أن موسى سبق أن أعلن أن هذه العملية برمتها تدخل غرف العناية المركزة.
وأعرب هنية عن اعتقاده بأن “هناك موقفاً فلسطينياً موحّداً اليوم، وموقفاً عربياً أيضاً موحداً على أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس في حدود عام 1967”.
ورفض هنية الرد على سؤال عما إذا كان يرى أن حل إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية سيكون حلاً مؤقتاً أم دائماً للقضية الفلسطينية. وقال “قبل أن نتحدث عن حل دائم أو مؤقت، نحن نتحدث عن رؤية سياسية فلسطينية توافقت في هذه المرحلة على إقامة الدولة في حدود عام 1967”.
وكان وزير الخارجية المصري قد شدد، من جهته، على موقف بلاده الثابت من دعم الشعب الفلسطيني في تحقيق أمانيه الوطنية، ولا سيما إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في أمن وسلام إلى جوار إسرائيل وذلك من خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبين.
وأشار أبو الغيط إلى أهمية استكمال مشاورات تأليف الحكومة الفلسطينية الجديدة في ظل حالة الشلل التي أصابت المؤسسات الفلسطينية، وجهود استئناف عملية السلام انتظاراً للحكومة المقبلة.
ورأى هنية أن المبادرة التي طرحتها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تتضمن “بنوداً إيجابية ويمكن أن تكون أرضية لتحرك سياسي أوسع”.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم حركة “حماس”، إسماعيل رضوان، إن جولة هنية تستهدف “حشد دعم تلك الدول للشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى استعداد هنية لقطع هذه الجولة إذا “اقتضت المصلحة الوطنية ذلك في ضوء الجهود المبذولة لتأليف حكومة الوحدة الوطنية”.
وأضاف رضوان “لكن هذا رهن بالتغلب على العقبات التي لا تزال تعترض تأليف هذه الحكومة، وإن لم يتم التغلب عليها فسيواصل رئيس الوزراء زياراته للدول العربية والإسلامية وقد يؤدي فريضة الحج”.
وفي شأن صفقة تبادل الأسرى المرتقبة وآخر التطورات المتعلقة بها، قال رضوان “هذا الملف يتعلق بالجانب الاسرائيلي، الذي لا يزال يرفض الإفراج عن عدد الأسرى حسب معايير آسري الجندي. فالمشكلة عندهم وليست عندنا”.
ورأى المتحدث باسم كتلة “حماس” في المجلس التشريعى الفلسطيني، صلاح البردويل، من جهته، أن جولة هنية “الخطوة الأولى على طريق اعتراف الدول العربية بالحكومة الفلسطينية”.