حرص الأوروبيون أمس على إبقاء الباب مفتوحاً أمام الحوار مع ايران، معربين عن تحفظات كبيرة على فرض عقوبات عليها، وذلك بعدما انتهت ليل الخميس ــ الجمعة المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لطهران لوقف التخصيب.فبينما تريد الولايات المتحدة أن تناقش بسرعة مع القوى الاخرى (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) فرض عقوبات تدريجية على ايران، اعلن الاوروبيون عن تحفظهم امس، على اي عقوبات في هذه المرحلة، في وقت يبدو فيه أن ادوات الضغط الدولية على ايران بدأت تتضاءل، بعد استخدام كل انواع «التهديد والوعيد»، فيما تواصل طهران، غير آبهة، تخصيب اليورانيوم.
وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا «ليس من الحكمة التقدم» بخطوات ملموسة نحو فرض عقوبات «خلال فترة المباحثات» مع المسؤولين الايرانيين عن الملف النووي.
وقال سولانا، على هامش اعمال اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في لابينرانتا (فنلندا) امس: «في إمكان الدول الاعضاء في مجلس الامن ان تبدأ بالكلام» عن هذه المسألة، مضيفاً «إلا أن علينا أوّلاً أن نعدّ انفسنا لرؤية اذا كان هناك امكان لبدء مفاوضات فعلية» مع ايران.
وشدَّد المسؤول الأوروبي على أن هذا الأمر «لا يعني أن ايران تملك وقتاً غير محدد»، معتبراً أن «الوقت الباقي ليس لانهائياً على الاطلاق».
وأوضح سولانا، من جهة ثانية، ان لقاءه المقبل مع مسوؤل الملف النووي الايراني علي لاريجاني، والذي سينعقد من حيث المبدأ «في مطلع الاسبوع المقبل في مكان ما في أوروبا»، سيهدف الى «استيضاح» الرد الايراني على القوى الكبرى.

أما وزير الخارجية الفنلندي اركي توميويا، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، فرأى أن المناقشات ستغطي «كل جوانب» الملف الايراني.
وفي كوبنهاغن، قال وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر: «علينا ألا نتسرع»، مؤكّداً ضرورة الحوار قبل فرض أي عقوبات على ايران.
وفي روما، أعلن رئيسا الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان والايطالي رومانو برودي، امس، بقاء الباب مفتوحاً للحوار مع ايران، الا أنهما قالا إن «المجتمع الدولي لا يمكنه القبول بعدم احترام الالتزامات».
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت، في بيان امس، إن لندن لا تزال ترغب في التوصل إلى حل ديبلوماسي مع ايران.
وفي موسكو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية امس، إن روسيا تأسف لأن ايران لم تعلّق انشطة التخصيب في اطار المهلة التي حدّدها مجلس الامن الدولي.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عارض في خطاب، لم يسمّ فيه ايران، فرض عقوبات على طهران. وقال: «ليس من المناسب من منظار القانون الدولي والمنطق عزل بعض الدول. ينبغي ايجاد تسوية من خلال الحوار لا عن طريق العزل وفرض العقوبات».
من جهته، واصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس تأكيد أن بلاده لن تتنازل عن حقها في الطاقة النووية، بينما اتهم الولايات المتحدة بأنها «أكبر دولة تفرض الرقابة» على الاخبار في العالم ولا تسمح للشعب الاميركي بالاطلاع عليها.
وذكرت صحيفة «البايس» الاسبانية امس، أن رئيس الوزراء الاسباني الاسبق فيليبي غونزاليس «قام بوساطة بين طهران وواشنطن» بطلب من ايران، وتحدثت، كغيرها من الصحف الاسبانية الاخرى، عن لقاء بين الزعيم الاشتراكي السابق والرئيس احمدي نجاد.

(ا ب، ا ف ب، رويترز،
يو بي آي، د ب ا)