strong>الإضراب “يشلّ” الأراضي الفلسطينية و“كتائب الجهاد” تهدّد “غير المسلمين”القدس المحتلة، غزة ــ “الأخبار”

لليوم الثاني على التوالي، أصابت المدارس والمؤسسات الفلسطينية حالة من “الشلل”، رغم الانقسام الحاد حول الالتزام بالإضراب المفتوح، الذي بدأه موظفو القطاع الحكومي والمعلمون أول من أمس، بالتزامن مع “حرب تصريحات” عنيفة بين حركتي “فتح” و“حماس”، في وقت هددت فيه “كتائب الجهاد المقدس”، التي كانت قد خطفت صحافيي “فوكس نيوز”، بقتل “غير المسلمين”، الذين يدخلون الأراضي الفلسطينية.
وبدأ عشرات آلاف الفلسطينيين العاملين في القطاعات الحكومية إضراباً مفتوحاً عن العمل مطالبين الحكومة المحاصرة بدفع أجورهم التي لم يتقاضوها منذ شهر آذار الماضي. وتوقف أكثر من مليون طالب عن الدراسة.
وكانت هناك دعوات من مكبرات الصوت جابت شوارع مدن الضفة الغربية ليلاً، حثّت المعلمين على الالتزام بالإضراب، ودعوات أخرى من المساجد زعمت أن الإضراب قد ألغي.
وحاولت الحكومة الفلسطينية أمس، إفشال الإضراب “الفتحاوي” عبر فتح باب التطوع أمام الراغبين بسدّ الفراغ في المدارس والمستشفيات بالدرجة الأولى، وهو ما رفضته حركة“فتح” ووصفته بأنه “غير قانوني”.
الجدل والتصريحات المتناقضة لم يقتصرا على الموقف من الإضراب، في ظل المشاورات الجارية لتأليف حكومة وحدة وطنية. وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ “الأخبار”، أن الخلافات بين “فتح” و“حماس” لا تزال قائمة، وتتركز حول الشخصية التي سترأس الحكومة المنتظرة، وتوزيع الوزارات السيادية والبرنامج السياسي للحكومة المنتظرة. وأضافت المصادر نفسها، أن “الحدّة كانت ظاهرة في اللقاءات الأربعة التي جمعت الرئيس محمود عباس وهنية خلال اليومين الماضيين في غزة”.
وقالت المصادر نقلاً عن عباس، إنه اتّهم الحكومة “بتأمين نفسها مالياً وأنها تتجاهل الشعب، ولذلك يجب تأليف حكومة وحدة وطنية ببرنامج سياسي قادر على جلب الدعم المالي والمساعدات”.
ومن الضفة الغربية، فتح عضو اللجنة الحركية العليا لحركة “فتح” زياد أبو عين جبهة جديدة على “حماس”، واتهمها، خلال مؤتمر صحافي، بأنها “تعيش في وديان التخلف والانعزال، وتخضع لرؤية غير فلسطينية تأتي من عواصم عربية”. وتساءل بلهجة استهزاء عن العمق العربي والاسلامي الداعم الذي بشّرت به “حماس”، وقال: “أين هي المليارات التي تحول اسرائيل دون دخولها وأين هو العمق المذكور؟”.
وردّ وزير الشؤون الخارجية محمود الزهار عبر “الأخبار” على اتهامات أبو عين وقال: “إن العمق العربي والإسلامي موجود، والقضية الفلسطينية حاضرة، لكن المشكلة تكمن في عدم القدرة على إدخال الأموال بسبب الحصار وإغلاق المعابر”. وشنّ هجوماً على الحكومات السابقة التي رأستها حركة “فتح”، وقال إن “فسادها بالملايين”.
ولتدعيم اتهامه، كشف الزهار لـ “الأخبار” عن مجموعة من الوثائق والمستندات التي تشير إلى سوء التصرف في المال العام على مدار 12 عاماً منذ تأسيس السلطة في عام 1993.
ولا يرى الزهار أن أزمة الرواتب وليدة الحكومة الحالية، التي قال إنها “تسلّمت خزانة بمديونية تقدر بنحو 1.772 مليار دولار أميركي”، مشيراً إلى أن رواتب الموظفين كانت تدفع على مدار عام ونصف العام عبر القروض المصرفية الداخلية والخارجية. إلى ذلك، اعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد، أن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جمال الخضري، قدّم استقالته الى رئيس الوزراء الفلسطيني، “الا أنه لم يقدمها بعد في كتاب رسمي”. وأضاف: “ان رئيس الوزراء متمسك بوزرائه ويحثهم على عملهم”.
وفي إضافة إلى تعقيدات الوضع الداخلي الفلسطيني، هددت مجموعة “كتائب الجهاد المقدس”، التي خطفت في غزة الصحافيين العاملين لحساب قناة “فوكس نيوز” الاميركية، بقتل كل غير مسلم يأتي إلى الاراضي الفسلطينية. وقالت، في بيان نشر على الانترنت: “كل كافر يقدم إلى ارض فلسطين هو حلال الدم عندنا ما لم يسلم قبل القدوم”.
في سياق آخر، قالت مصادر امنية إسرائيلية: إن قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينيين اثنين بتهمة محاولة اطلاق صواريخ من مدينة طولكرم في الضفة الغربية. وأكد مصدر من “كتائب شهداء الاقصى” التابعة لحركة “فتح” اعتقال الفلسطينيين، لكنه نفى وجود اي محاولة لإطلاق صواريخ من طولكرم.
وقالت المصادر الاسرائيلية إن “الرجلين صنعا صواريخ على مستوى متواضع، وحاولا عبثاً إطلاق هذه الصواريخ” وادّعت أنهما تلقّيا التمويل والإرشاد من حزب الله.