li>خامنئي: تصريحات البابا جزء من الحروب الصليبية
  • شيراك: ضرورة تفادي التوترات بين الأديان
    لم تنفع عبارات الحزن والأسف التي اطلقها البابا بنديكتوس السادس عشر، في امتصاص الاحتقان المتولد نتيجة تصريحاته عن الاسلام والعنف، فتصاعدت موجة الغضب من الصين الى اميركا الشمالية، ووصلت الاحتجاجات الى حد المطالبة باعتقاله وصلبه، فيما أصدر الفاتيكان تعليمات إلى مبعوثيه في الدول الإسلامية لشرح تصريحات البابا عن الإسلام، وفق ما اعلنه سكرتير دولة الفاتيكان تارتشيتسيو برتوني.
    لكن خبراء في شؤون الكنيسة قالوا إن الغضب الذي أثارته تلك التصريحات يحتمل أنه عاد بالعلاقات بين الديانتين عشرات الأعوام الى الوراء.
    وجاءت أبرز المواقف المنددة على لسان مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي، الذي رأى أن تصريحات البابا «حلقة اخيرة في سلسلة الحروب الصليبية» وتندرج في اطار المؤامرة الاميركية ــ الاسرائيلية لافتعال النزاعات بين الديانات، موضحاً أن «الرسوم الكاريكاتورية المهينة (في حق النبي محمد) وملاحظات بعض السياسيين (الغربيين) في حق الاسلام هي حلقات في سلسلة مؤامرة لشن حملات صليبية».
    في المقابل، شدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك على ضرورة «تفادي كل ما من شأنه إثارة التوترات بين الشعوب أو بين الأديان»، كما دعا، في حديث لإذاعة «اوروبا 1»، إلى ضرورة «تجنب الخلط بين الإسلام وبين التطرف»، رافضاً توجيه انتقاد إلى البابا، مشيراً إلى وجوب اعتماد أسلوب أكثر ديبلوماسية في الحديث.
    وقالت المفوضية الأوروبية إنه ينبغي ألا تنتزع تصريحات «الحبر الاعظم» الأخيرة بشأن الإسلام من سياقها، وإن الضجة التي أثارتها يجب ألا تعرّض حرية التعبير للخطر.
    وتوالت المواقف الشاجبة أمس، رغم اعلان البابا في عظة الاحد الماضي عن حزنه وأسفه، فقد ابدت رئيسة الجمعية الاسلامية لأميركا الشمالية انغريد ماتسون، قلقها من تنامي المشاعر «المعادية للإسلام».
    ورأى رئيس الجماعة الاسلامية في الصين شين غوانغيوان، كلام البابا اهانة للمسلمين، فيما قال رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، إن البابا قد نسي ظاهرياً أن المسيحية انتشرت بالسيف خلال الحروب الصليبية.
    ودعا الملك المغربي محمد السادس، البابا الى احترام الاسلام لدعم الحوار بين الاديان والثقافات.
    واستغربت وزارة الخارجية الجزائرية تصريحاته عن الإسلام ورأت أن ذلك «يمثل تطوراً خطيراً يسير بعكس تيار الجهود والنيات الخيّرة لكل الديانات والثقافات».
    وطالبت لجنة الشؤون الدينية في مجلس الشعب المصري، في بيان اصدرته بعد اجتماع طارئ، بـ«سحب السفير المصري من الفاتيكان وطرد سفير الفاتيكان لدى القاهرة».
    وفي انقرة، طالب الامين العام لمنظمة «حقوق ــ دير» القانونية التركية، فكرت كاربكميز، في طلب سلمه الى وزارة العدل، باعتقال البابا لدى دخوله الاراضي التركية، «لتشجيعه الجريمة المرتكزة على الدين».
    ومع ذلك، قال المتحدث باسم الفاتيكان جورج ماروفيك، إن زيارة البابا الى تركيا في تشرين الثاني المقبل ستجري كما هو مرسوم لها.
    وفي اطار التحركات الشعبية، تجمع اكثر من مئتي شخص في مقام السيدة زينب في دمشق، كما شاركت شخصيات سياسية ونقابية اسلامية ومسيحية اردنية في اعتصام كانت النقابات المهنية الاردنية قد دعت إليه «استنكاراً واحتجاجاً». اما في مدينة البصرة العراقية، فقد ردد زهاء 150 محتجاً هتافات وأحرقوا دمية بيضاء تمثل البابا.
    وفي كشمير الهندية، اقفلت المحال التجارية والمدارس، وأشعل متظاهرون الاطارات وصرخوا «فليسقط البابا».
    كما دعا اكثر من مئة من اعضاء في جبهة المدافعين عن الاسلام، خلال تظاهرة جرت في جاكرتا، الى «صلب البابا».
    من جهة ثانية، هددت جماعة مجلس شورى المجاهدين في العراق التابعة للقاعدة، بشن حرب على «عبدة الصليب» .
    غير أن بعض الاصوات خففت من حدة مواقفها بعد تصريح البابا الاحد، فرأى فيه الاردن «خطوة إيجابية وأظهر عدم وجود سوء نية»، فيما قال السفير الباكستاني لدى الامم المتحدة في جنيف، مسعود خان، إن البابا عبّر عن اسفه ونأى بنفسه عن «النص» الذي سبّب الهجوم، بينما أعلنت جمعيتا نهضة العلماء والمحمدية في إندونيسيا، قبولهما «اعتذار الحبر الأعظم».
    (الأخبار، اف ب، اب،
    يو بي آي، رويترز)