صورة وخبر

  • 0
  • ض
  • ض
صورة وخبر

تصدح أنغام آلة المِزْوِدْ التونسية التقليدية من ورشة في شمال العاصمة، يديرها الخمسيني خالد بن خميس الساعي إلى تطويعها لتنسجم مع إيقاعات موسيقى الراب والجاز. المزود آلة نفخ تصنع من جلد الماعز وتخاط بالكامل على شاكلة قربة مغلقة تحتوي على ثقبين من الأعلى لنفخ الهواء بالفم عبر قصبتين، وتخرج من أسفلها قصبتان أخريان بخمسة ثقوب، وقرنان يشكّلان المزمار الذي تُعزف منه النغمات. ويصوغ «المزاودي» (عازف الآلة) ما يريد من الألحان بأصابعه المتنقلة بين الثقوب، بينما يضغط بذراعيه على الكيس المليء بالهواء وينفخ بفمه في الآلة. ظهرت هذه الآلة في تونس مطلع القرن العشرين، وترتبط بأغنيات عادة ما تثير جوّاً ورقصاً شعبياً، وتتغنى كلماتها بمواضيع جريئة ارتبطت بالأوضاع الاجتماعية والسياسية والهجرة والعنصرية في البلد. مواضيع تندرج ضمن «المحرّمات» ولا تروق للسلطة ولا للمحافظين. يُعزف على المزود غالباً في الأعراس التي تقام في الأحياء الشعبية الفقيرة والمهمّشة، وتستعمل هذه الآلة في أغنيات تحتوي أحياناً على كلمات تُصنَّف «غير لائقة» داخل الأسر. لكنّ فنانين شعبيين على غرار الهادي حبوبة ونور الدين الكحلاوي سعوا إلى محاولة تغيير الصورة التي التصقت بهذه الموسيقى ونجحوا في جعلها مقبولة أكثر لدى العامة والسلطة في آنٍ معاً (فتحي بلعيد ــ أ ف ب)

0 تعليق

التعليقات