على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

يبحث أتباع السعودية في الإعلام اللبناني عن الانتصارات السعوديّة أينما يمكن أن يجدوها. وجدوها أخيراً في إيران. فقد زار وزير الخارجية السعودي إيران وعقد اجتماعات مع رئيس جمهوريّتها ومع وزير خارجيّتها، لكن الوفد السعودي اعترضَ بعنفوان على عقد مؤتمر صحافي في قاعة تبرز فيها صورة لقاسم سليماني. طلبَ الوفد السعودي تغيير قاعة الاجتماع. هنا، هبّ أتباع النظام السعودي في الإعلام اللبناني على المواقع للاحتفال بهذا الانتصار المبين. العلاقات السعودية الإيرانية تتقدّم على الأقل في الشكل، والنظامان يُبديان توقاً إلى تحسين العلاقات والارتقاء بها إلى مرحلة التعاون، كما أنّ النظام السوري يعبّر عن رغبته في الوصول إلى «التكامل» مع النظام السعودي (بحسب وصف فيصل المقداد). هذه الأخبار تثير القلق والامتعاض عند أتباع النظام السعودي الذين تربّوا عبر السنوات على المجاهرة بالعداء غير المحدود نحو النظامين السوري والإيراني. لكنهم يتكيّفون حسب تغيّر الأوامر من الرياض. جريدة «الشرق الأوسط» تكيّفت بسرعة شديدة. كيف لا تتكيّف ورئيس تحريرها اللبناني غسان شربل متمرّس في التكيّف مع كل ما يردُ من أوامر من الرياض؟ باتت الإشارة إلى «النظام السوري» من زمن غابر. يتحدثون اليوم عن «دمشق» وعن «الحكومة السورية» وعن «الرئيس السوري». أتباع النظام السعودي أصيبوا بالدوار بعد أخبار الاجتماعات المنتظمة بين النظام السوري والسعودي وبين السعودي والإيراني. لكنّهم وجدوا ضالّتهم في خبر تغيير قاعة الاجتماع. هذا هو النصر المبين. لقد غيّر الوفد السعودي قاعة الاجتماع للاعتراض على وجود صورة لقاسم سليماني. هذا هو دليل على أنّ النظام السعودي لا يزال على التزامه بالعقيدة التي تربّى أتباع السعودية عليها في السنوات الماضية. لقد تجاهل الأتباع خبر الاجتماع بين وزير الخارجية السعودي والرئيس الإيراني وبين وزير الخارجية السعودي ووزير الخارجية الإيراني، وتجاهلوا كل البيانات المشتركة وتجاهلوا إعلانات نيّة الطرفيْن بتحسين العلاقات وفتح السفارات. كل ذلك تجاهلوه. لماذا؟ لأنّ الوفد السعودي غيّر قاعات الاجتماع. هلّل أتباع النظام السعودي وابتهجوا وكادوا أن يعقدوا حلقة من دبكة الحائط.

0 تعليق

التعليقات