على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الخلاف بين الحزب والتيار يشتعل ويستعر على مواقع التواصل الاجتماعي. والحفلة تزداد سخونة والكلام يزداد رعونة. ولا يمكن تبرئة فريق في هذا الصراع المحتدم. وأعداء التيار وأعداء الحزب يشاهدون ما يجري، ويهتفون من أجل استمرار الصراع إلى الأبد. قد يكون الخلاف بين الطرفين من أفدح أخطائهما. كل فريق يحاول أن يذكّر الآخر بجميله، فيما العلاقة كانت نفعيّة، مع أنّ الحزب استفاد من التحالف أكثر ممّا استفاد التيار، لأنّ الحزب كان يعلم أن الحملة العالمية الغربية الإسرائيلية ضدّه استهدفت عزله في قوقعة طائفية. وهذا الإصرار غير المفهوم من قبل الحزب على شخص سليمان فرنجيّة (وكأن مواهب طائفة كاملة تلخّصت فيه)، دفع بالتيار إلى الانفصال، ولم يسعَ الحزب كثيراً من أجل إصلاح ذات البين، ربّما لأنّ كل تحالف وكل تفاهم وكل ائتلاف يبقى أدنى مرتبة وأقل أهميّة من التحالف بين الحزب والحركة (هل لأنّ في ذلك نصراً للطائفة؟). عندما تشاهد التسعير السجالي بين الطرفين تدرك كم أن المؤامرة تحقّقت، من دون جهد، ضدّ الطرفين معاً. منذ حرب تموز، والمؤامرة الصهيونية أرادت فصل الطرفين بعضهما عن بعض. وتعامل الطرفان بذكاء شديد على مرّ السنوات لتفويت الفرصة على الأعداء لتحقيق ذلك. لكن الأشهر الماضية سجّلت استخفافاً كبيراً من قبل الحزب نحو التفاهم. وهذا ليس جديداً. الحزب يبرهن مرّة أخرى أنّ فهمه للمجريات السياسية منذ الانتفاضة محكوم بصورة أساسية بما ترتئيه قيادة الحركة الحليفة. في الانتخابات المقبلة، سيدفع الطرفان ثمناً باهظاً لعزل بعضهما عن الآخر، وسيستفيد من ذلك أعداء الطرفين في طائفتيهما. وكان على الحزب (في كل عهد ميشال عون) أن يعترض ولو بخفر على مساعي «أمل» لإفشال كل مشاريع العهد. هذا لا يبرّئ أبداً عهد ميشال عون من أخطاء كارثية في كل المجالات، ولكن الحزب تفرّج على حملات عدائية من حليفه الشيعي ضد حليفه الماروني. وساهم هذا في تقويض مصلحة ليس التيار فقط، بل التحالف والحزب أيضاً.

0 تعليق

التعليقات