على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الانتخابات الأخيرة لرئاسة الحزب الجنبلاطيّ لم تكن كما غيرها. كانت الحماسة شديدة والأعصاب كانت مشدودة والجمهور الحزبي (واللبناني بصورة عامة) ترقّب النتائج كما يترقّب الناس نتائج آخر مباريات لكأس العالم. ومن المعروف أنّ رئيس الحزب السابق، وليد جنبلاط، (بعد أن ألهمته الحرب الأميركية في العراق) أصبح شديد التعلّق بالديمقراطية وبالانتقال السلس في الحكم من حزبٍ إلى آخر ومن شخصٍ إلى آخر، تماماً على نمط الديمقراطيات في دول الخليج. وجنبلاط يسخر، وعن حق، من الحكم في سوريا ومن غياب الديمقراطية في ذلك البلد. كما أنّه اعترض بشدّة على أنّ بشار الأسد خلف أباه في الحكم، خلافاً لطبيعة الأنظمة الجمهورية. وإيماناً منه بضرورة انتقال السلطة من شخص إلى آخر بناءً على الكفاءة المحض، وإصراراً على ترسيخ أصول الديمقراطية في الحياة الحزبية اللبنانية، وتماشياً مع مبادئ الثورة الأخيرة في لبنان، فإنّ جنبلاط ترك مسألة خلافته في رئاسة الحزب إلى جمهور الحزب ليقرّر. لم يتدخّل على الإطلاق. لم يومئ للجمهور بميل ما. على العكس، ابتعد عن المشهد وترك عند الجمهور أبلغ رسالة بضرورة ترك المنافسة تجري من دون تدخلات أو اعتبارات سلالة حاكمة. وبعد معركة انتخابيّة شرسة وعقد مناظرات برز فيها تيمور بأبرز ما يكون من فن الخطابة والبلاغة في التعبير، قرّر جمهور الحزب (من دون أي تأثير من الأب) أن يعقد لواء الرئاسة لتيمور جنبلاط فقط بناءً على الكفاءة والمهارة وإتقان فن السياسة. وسيعود وليد جنبلاط إلى الصفوف الخلفيّة ويبتعد عن السياسة المحلية والإقليمية والعالمية كي يترك المجال لتيمور كي يجلّي، وسيجلّي. هذا لا يعني أنّ وليد جنبلاط سيتوقف عن إرسال البرقيات للتهنئة لملك تايلاند في هذا العيد أو إلى رئيس حكومة بلجيكا في تلك المناسبة أو مرثيّة لوفاة كل أمير وكل شيخ ثري في منطقة الخليج. لكن التجربة في اختيار الرئيس أثبتت أن الفوز بنسبة 99,99 في المئة لم يعد حكراً على أنظمة البعث. فهنيئاً للبنان على تلقّفه لتلك التجربة المتطوّرة. انبعثنا من جديد.

0 تعليق

التعليقات