على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

من الجوانب الخطيرة لتمويل حكومات الناتو وسوروس لمواقع إعلامية عربيّة في بلادنا هو طمس القضية الفلسطينية وتحوير الأنظار عنها عبر الانشغال بأجندات تنطلق من مصلحة الغرب وإسرائيل. وفاة يهوديّ مصريّ شغلت مواقع التمويل الغربي أكثر من القتل اليومي للشعب الفلسطيني. أولوية الاهتمام هو الركن الأساسي في تمويل الغرب للمواقع المسمّاة بالمستقلة. يريدون القضاء على أولوية القضية الفلسطينية في أذهان الرأي العام العربي. ولهذا، فإن ذلك يتطلب تركيزاً يوميّاً على مدار الساعة على كل ما يجري في إيران وسوريا، لكن إيران وسوريا فقط. هناك القليل القليل من التغطية لدول الخليج أو للدول الموالية للحكومة الأميركية، وذلك من وسائل إعلاميّة يُفترض أن تكون مهنيّة. لكن هناك نوع من النفور بين أجندات الغرب وبين أولويات الرأي العام العربي. المواقع تلك تنشغل بقضايا عن السياسة الأميركية لكنّها تبتعد قدر الإمكان عن المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني. وكان اللوبي الصهيوني على مرّ العقود يضغط على الحكومة الأميركية للضغط على الحكومات العربية للتقليل من التغطية عن شعب فلسطين، وتحقّق له ذلك. الصحافة العربية الرسمية، خصوصاً في دول الخليج، تبتعد عن متابعة مجريات القضية الفلسطينية. هي كانت في الماضي تغطّي القضيّة، وبالتفصيل وعلى الصفحات الأولى، لكن كل ذلك تغيّر بالتدريج بناءً على الضغط الغربي على حكومات الخليج بعد اجتياح الكويت وقيام قوات أميركية بإرجاع الأمير إلى عرشه. تريد هذه المواقع أن تقول لنا إنّ رفض نبذ الإسرائيليّين أهم كقضيّة من قتل الشعب الفلسطيني على أرضه. هل ينجح هذا الغسل الذي يجري للمزاج العربي العام من قبل هذه الوسائل المتناسقة مع إعلام الخليج؟ الجواب هو لا شك أن نجاحاً ما قد تحقّق، وأن الإفراط في تغطية الرياضة والفن جاء على حساب قضيّة فلسطين، حتى أن هناك من يتذمّر من الحديث عن فلسطين. لكنّ ظاهرة مواقع التواصل عطّلت المؤامرة الصهيونيّة العربيّة الخبيثة، لأنّ المواقع تستطيع أن تفرض أجندات متضاربة مع أولويّات حكومات العرب والغرب. الجيوش الإلكترونيّة المتفرّغة تحاول أن تلعب بالأولويّات عن قصد.

0 تعليق

التعليقات