لندن | بعد برلين وباريس وجنيف ولايبزيغ وسيدني، انتقل تجهيز «أيّ شيء لتقوله؟» الذي أنجزه الفنان الإيطاليّ دافيدي دورمينو عن جوليان أسانج وتشيلسي مانينغ وإدوارد سنودن إلى ساحة البرلمان البريطاني في ويستمنستر في قلب لندن تضامناً مع جوليان أسانج الصحافي الأسير الذي يواجه بشكل لحظيّ خطر تسليمه إلى الولايات المتحدة. العمل الذي عرض للمرة الأولى في عام 2015، يتألّف من ثلاثة تماثيل (برونز) بالحجم الطبيعي لأبطال الكشف عن طرائق عمل الإمبراطوريّة الأميركيّة التي تتآمر وتتجسس وتقتل خارج كل قانون. وتقف التماثيل الثلاثة على كراسٍ كتعبير عن التصدي والرفض، فيما يُترك كرسي رابع إلى جوارها في دعوة صريحة للمارة إلى المشاركة في الاحتجاج و«قول شيء ما». دورمينو الذي انتقل إلى لندن مع «أيّ شيء لتقوله» قال للجمهور الكبير الذي تجمّع في ساحة البرلمان مع عطلة نهاية الأسبوع بدعوة من الحملة الدّوليّة لمنع تسليم أسانج #DontExtraditeAssange بأن «العمل دعوة فرديّة لكلٍّ منهم للمشاركة في الدفاع عن حرية التعبير والوقوف إلى جانب الشخصيات الثلاثة المثيرة للجدل». وأضاف في بيان أصدره: «كفنان أشعر أن من واجبي الدفاع عن حرية التعبير والحق في المعرفة. لهذا السبب، قمت بإنشاء كرسي فارغ يسمح لكل منّا بالوقوف أعلى من موقع أقدامنا ورفع أنفسنا. إنه يغير وجهة نظرنا ويسمح لنا باستكشاف أفق جديد كان مخفيّاً عنّا».
ويقبع أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس الشهير في سجن بلمارش اللندنيّ المخصص لعتاة المجرمين بلا تهم قانونيّة في انتظار انتهاء الإجراءات الفنيّة الأخيرة لتنفيذ مذكرة تسليم تقدّمت بها الولايات المتحدة. وفي حال تمّ ذلك، فإن الصحافي الأستراليّ الجنسيّة يواجه قائمة طويلة من التهم بشأن نشره آلاف الوثائق العسكريّة والدبلوماسيّة السريّة التي سرّبتها المجنّدة السابقة في الجيش الأميركي تشيلسي مانينغ، وهي تهم تصل عقوبتها حال إدانته إلى السجن لـ 176 عاماً.
وأطلق سراح مانينغ، من السجن في أيار (مايو) 2017 بعدما أدينت بانتهاك قانون التجسس لنقلها وثائق حكومية لويكيليكس في عام 2013. وفي العام نفسه، كشف سنودن ــــ وهو متعاقد استخباراتي سابق لـ «وكالة الأمن القومي الأميركية» (NSA) ـــــ عن وجود برامج مراقبة سرية ضخمة للغاية لجمع المعلومات الاستخباراتية من جميع أنحاء العالم تديرها وكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة، ونظيرتها في المملكة المتحدة GCHQ. وقد نجح سنودن في الفرار من قبضة المخابرات الأميركيّة وانتقل إلى العيش في روسيا. وبحسب دورمينو، فإن العمل الذي صمّمه الكاتب الأميركي تشارلز غلاس، سينتقل للعرض تالياً في السويد والنرويج.