على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نشرت الصحافة اللبنانية الكثير من المراثي عن حبيب صادق، الكاتب والخطيب التقدّمي الذي شارك في نشاطات الحركة الوطنية منذ الستينيات، أي قبل نشوئها الرسمي. وقد يُثير احتفاء الصحافة اللبنانية (الموغلة في الرجعية واليمينيّة) بمثقّفٍ عُرف بالتقدميّة الاستغراب أو الاعتراض. لكن هذا هو لبنان: اليمين يحتضن بعض أفراد اليسار واليسار يحتضن بعض أفراد اليمين. هذا لا يعني، كما يروّج مثقّفو اليسار الحريريّ، أنّه لا يسارَ ولا يمين في لبنان. لا بل هناك يسار ويمين، لكنّ بعض اليسار منضوي في اليمين ويُحاوِل أن يُضلّل. لكنّ مرثية يوسف مرتضى في جريدة «نداء الوطن» هي الأغرب. جريدة قوّاتيّة تكتب عن مثقّف عُرف باليساريّة في زمانه. المرثيّة غريبة بعض الشيء. هو يقول، من دون أيّ دليل، إنّ حبيب صادق فاز في الانتخابات في عام 1972 ضدّ قائمة كامل الأسعد، لكنّ المكتب الثاني أسقطه. إلا أنّ المكتب الثاني كان قد مات في عام 1972: هو انتهى بنهاية عهد شارل حلو، وتعرّض لحملة من قبل عهد فرنجيّة. ولماذا يمنع الحكم فوز حبيب صادق ويسمح بفوز علي الخليل وعبد المجيد الرافعي في الشمال؟ هذا لا يعني أنّ الانتخابات كانت مثاليّة أو خالية من التزوير لكن من المبالغة القول إنّ حبيب صادق أُسقطَ ضد كامل الأسعد. كان حبيب صادق أوّل شيوعي يصل إلى المجلس النيابي وكان ذلك على قائمة حركة «أمل»، للأمانة. لكن في رواية يوسف مرتضى، يصبح ترشّح حبيب صادق في الزمن السوري مثل زعم أحمد فتفت أو مصباح الأحدب بأنّهما كانا يفوزان في الانتخابات ضدّ إرادة النظام السوري الذي، كما يقولون، كان يفرض النواب والوزراء. كيف تستقيم هذه؟ يقول مرتضى إنّ حبيب صادق ترشّح على قائمة «أمل» بطلب من برّي ونظام الوصاية السوريّة لمعرفتهما بقوة شعبيّته. لكن مرتضى يقول إنّه في عام 1996 عاد برّي، الذي كان قد أوصل حبيب صادق إلى المجلس النيابي، وضغط على جورج حاوي للعمل على سحب ترشيح حبيب صادق وكان مرتضى شاهداً.

0 تعليق

التعليقات