على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

العدوان الأخير على مخيم جنين يذكّر باعتداءات أخرى على جنين وعلى أماكن أخرى في فلسطين. يصرّ العدو على تذكيرنا بعدوانه باستمرار، وهو بهذا يخرّج أجيالاً من العرب مجنّدين للعداء، وإن كان لفظياً وعاطفياً، ضدّ إسرائيل. في الماضي، كان الشعب العربي يشارك في عمليات فدائية ضدّ إسرائيل، لكنّ ياسر عرفات قطع الطريق على كلّ ذلك بإعلانه الزائف لـ«القرار الفلسطيني المستقل» الذي كان مرتهناً بالتوازي بين الخليج ودول الغرب. حتى العمل الطلابي في المَهاجر كان عملاً عربياً جامعاً، إلّا أنّ محمود عباس أمر (بإيعاز من عرفات) بفصل العمل الطلابي الفلسطيني عن العمل الطلابي العربي، من أجل تمرير مؤامرات الاستسلام. هناك صلابة جديدة في الوسط الفلسطيني، والمقاومات الفلسطينية داخل فلسطين لم تعد تخاف من جنود العدو، لا بل إنّها تتحدّاه وجهاً لوجه. والعدوّ في معضلة: هو من ناحية يتباهى باتفاقيات السلام مع دول عربية (وحبل هذه الدول المستسلمة على الجرّار)، لكنّه لم يستطع أن يقضي على عزم الشعب الفلسطيني على تحرير أرضه والتصدّي لعدوان إسرائيل. ودول الاستسلام لا تزال في موقعها تشعر بالحرج حيناً وبالزهو حيناً آخر في واشنطن: تحاول الموازنة بين إرضاء شعبها وإرضاء واشنطن. ترى أنّ المعادلة تميل لصالح واشنطن لأنّ ليس ما تخشاه من الشعب العربي الذي يعاني من استكانة مرضية. ما يبشّر بالخير هو أنّ التنسيق والتعاون بين فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية جارٍ بالرغم من كلّ مؤامرات الفصل الشوفيني والطائفي والوطني. العداء لسلطة أوسلو لا يزال كما كان عبر السنوات ولا تزال إسرائيل متمسّكة بسلطة أوسلو، والصحافة الغربية تتحدّث بكل صراحة عن أنّ إسرائيل لن تسمح بإسقاط سلطة أوسلو التي تتلقى الأوامر منها تحت شعار التنسيق الأمني. محمود عباس ليس أكثر من نكتة سمجة يتداولها أفراد الشعب الفلسطيني بقرف شديد. الشعب الفلسطيني يعاني من عداء عربي وإسرائيلي وغربي، وهو لم يعد يجد التعاطف في الشوارع كما كان في الماضي، وهو يعلم أنّ التعاطف على المواقع لا يُسقط أنظمة ولا يُهدّد مصالح دول خارجية.

0 تعليق

التعليقات