على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذا خبر كان يمكن أن يُصيب غسان كنفاني أو شفيق الحوت بمرض. بلغت الصادرات العسكريّة الإسرائيليّة للعام الماضي 12.5 مليار دولار. هذا الرقم الكبير ليس هو المفاجأة. المفاجأة هي أنّ 24 في المئة من الصادرات (أي نحو الربع) توجّهت إلى دول عربيّة. وزارة الدفاع لم تحدّد الدول العربيّة تلك لكنّها قالت إنّها مرتبطة باتفاقيّات إبراهيم، أي السودان والإمارات والبحرين والمغرب. لكن وزارة العدوّ لن تفصح عن أسماء الدول بالتحديد لأنّ هناك غيرها، مثل السعوديّة وعُمان اللتين تشتريان معدّات عسكريّة من إسرائيل. الصادرات العسكريّة تضاعفت بنحو 50 في المئة، أي إنّ انضمام الدول العربيّة إلى الحلف الإبراهيمي المزعوم عزّزَ من أرباح شركات السلاح الإسرائيليّة. وشكّلت المُسيّرات نحو ربع الصادرات فيما بلغت صادرات الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوّي نحو 19 في المئة. لا ندري إذا كان التعداد يشمل المعدّات الاستخباراتيّة التجسّسية التي تعتمد على صادرات القطاع الإسرائيلي الخاص، لكن من المؤكد أنّ المشتريات العربيّة لأنظمة القتل والتجسّس تزداد. هذا يعني بكل بساطة أنّ المال العربي (النفطي والغازي) يُدوَّر كي يصبّ في آلة الحرب الإسرائيليّة التي تقتل العرب. كان العرب في الماضي يدعون إلى مقاطعة أميركا وبضائعها لأنّها تموّل الصناعة العسكريّة الإسرائيليّة. ماذا نحن قائلون اليوم عندما تموّل دول عربيّة (تلبس لباس العروبة المزيّف فقط من أجل محاربة إيران) آلة حرب العدوّ؟ هذه الأرقام يجب أن تُعيد النظر في كل الشعارات والتحالفات لقوى التحرّر العربيّة. ليس هناك من اتفاق إيراني مع أي دولة خليجيّة يمكن أن يطمس هذا الضلوع العربي في القتل الإسرائيلي اليومي للعرب. الشعب العربي يتعرّض لأخطر عمليّة غسل دماغ وإعادة تشكيل وعي، ويساهم في ذلك إنفاق خليجي هائل على الترفيه والرياضة والتسلية من أجل تحوير أنظار الرأي العام العربي الشبابي. وهذا المسعى نجح إلى حدٍّ بعيد: يستطيع الكثير من الشباب العربي (بما فيه الفلسطيني) تسمية فرق رياضيّة غربيّة من دون معرفة حقائق العدوان على مخيّم جنين. الدول الخليجيّة هي عطيّة للصهيونيّة وهي لم تعد أقلّ أهميّة، من عطية الدعم الأميركي لإسرائيل.

0 تعليق

التعليقات