على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كيف نختار أولويّات المعارك؟ تستطيع لو كنتَ في لبنان في هذا الموقع أو ذاك أن تحدّد لنفسك أولويّات. هناك من يعتبر أنّ سلاح المقاومة وضرورة نزعه لطمأنة إسرائيل هو الأولويّة. وهناك من يعتبر أنّ أولويّة الأولويّات تكمن في رفع لواء الدفاع عن القرآن بوجه المعتوه السويدي. والحملة ضدّ المعتوه عمّت العالم العربي والإسلامي وتنادى كثيرون للتظاهر، مع أنّ التظاهر بات نادراً وضعيفاً في ظلّ التظاهر السهل على مواقع التواصل. هل تتحمّل الدولة مسؤوليّة أعمال المعتوه؟ طبعاً، الغرب منافق لأنّه يسنّ القوانين من أجل الدفاع ليس فقط عن اليهود، بل عن إسرائيل بحجّة معارضة معاداة اليهوديّة. وهناك مَن يعتبر أنّ مواجهة ما يُظنّ أنّه حملة غربيّة لنشر ثقافة المثليّة بين البشر هي أولويّة (وهل أنّ المثليّة يُمكن أن تُفرَض؟ يمكن أن تُقنع بها من كان ميّالاً لها، لكن أن تقنع من يميل في اتجاه معاكس مستحيل). وهناك من يرى أنّ أولويّة الأولويّات هي في منع علم المثليّة من الرفرفة في أي بقعة في العالم العربي والإسلامي. وهناك من يرى أن الأولويّة هي فرض التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وقد رصد الكونغرس قبل أيّام مبلغ 120 مليون دولار لتعميم التطبيع الإبراهيمي (وإدارة بايدن هي أوّل إدارة منذ عهد نيكسون تتنصّل بالكامل من خدعة «مسيرة السلام» لأنّها اعترفت بأنّه لا مسيرة سلام ولا من يحزنون وأنّ إسرائيل ليست في وارد تقديم أي تنازلات للعرب). وهناك من يرى في لبنان أنّ الأولويّة هي في التصدّي لثقافة المصارف والإصرار على عقابهم وعلى معاقبة رياض سلامة وجرّه إلى زنزانة مقيّداً. وهناك من يرى أنّ الأولويّة هي في نشر ثقافة الترفيه والتسلية التي يصمّمها لنا في العالم العربي تركي آل الشيخ، وله المليارات في مسعاه. وهناك من يرى في التحوّل الجندري خطراً يفوق خطر الصهيونيّة. وهناك طبعاً من يرى في الصهيونية أكبر خطر على العالم العربي، وأنّ هذا الخطر متلازم مع خطر الجور الطبقي الرأسمالي. ما أولويّاتكم؟

0 تعليق

التعليقات