على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذا خبر يستحق الاهتمام: أعلن الناطق باسم «وكالة الدفاع السيكولوجي» (لا أمزح في ذكر الاسم) أنّ الحكومة السويديّة اكتشفت أنّ الحكومة الروسيّة استعملت حدث حرق القرآن من أجل الترويج لأجندتها من خلال الإعلام. وتقول الوكالة (التابعة لوزارة الدفاع السويديّة) إنّ المواقع الإخباريّة الروسيّة نشرت مقالات بالعربيّة تزعم فيها («زوراً» بحسب الوكالة) أنّ الحكومة السويديّة دعمت حرق القرآن. و«وكالة الدفاع السيكولوجي» كانت ناشطة في سنوات الحرب الباردة، وتقاعدت عن العمل (الرسمي) بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. لكنّ الحكومة السويديّة أعادتها إلى العمل في السنة الماضية لمواجهة «المعلومات المضلّلة» للحكومة الروسيّة. وحذّر الناطق باسم الوكالة السيكولوجية من زيادة الأخبار الزائفة ضدّ السويد ومن أنّ السرديّات المنتشرة خاطئة. طبعاً، حكومات الناتو وحدها عندها الخبر اليقين وهي تحتكر الحقيقة ولا تلجأ إلى الأكاذيب. والحكومة السويديّة تخشى من أن تكون الحملة ضدّها تستهدف انضواءها السلمي في... حلف شمال الأطلسي. الجميل أنّ هناك وكالة باسم «وكالة الدفاع السيكولوجي». هذه وحدها تكفي كي نبدّد من أذهاننا أنّ هناك دولاً أوروبيّة هانئة ووديعة ولا تريد لنا إلا المحبة والسلم. فكرة أنّ الأنظمة الإسكندنافية تختلف في التوجّه والمضمون عن الحكومة الأميركيّة وبريطانيا فكرة يروِّج لها هؤلاء المستفيدون من تمويل حكومات الناتو. حتى في لبنان، مواقع وجمعيّات إعلاميّة تستفيد من تمويل من قبل حكومات دول الأطلسي تزعم أنّ تلك الدول لا تحمل أجندة الحرب مثل أميركا. لكنّ الحرب في أوكرانيا أظهرت بما لا يقبل الشكّ أنّ الكل يقف في الصف عندما تأمر أميركا، وها هي فنلندا المحايدة تصبح عضواً حربيّاً في الناتو. والسويد والدول المحيطة باتت تحت سطوة أحزاب لا تستحق إلا صفات الفاشية والعنصريّة والإسلاموفوبيّة والزينوفوبيّة. السويد طبعاً تختبئ تحت شعار «حريّة التعبير» الفضفاض، مع أنّه لا يتناقض، ولم يتناقض يوماً، مع حظر الآراء المندّدة بإسرائيل أو حتى تلك التي تدعو إلى مقاطعتها. فرنسا مع الحريّة والعلمانيّة ضدّ الإسلام فقط. لو كان أورويل حياً كان استعان باسم «وكالة الدفاع السيكولوجي» في كتابه عن «1984».

0 تعليق

التعليقات