على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نجحت الحكومة الأميركيّة في عولمة إعلام الغرب وضخّه في المنطقة العربيّة. نعلم اليوم أنّ شركة علاقات عامّة في واشنطن (مجموعة لينكولن) كانت تنشر مقالات وتقارير في «الحياة» و«النهار» وlbci وفي غيرها من الصحف والشاشات من أجل بثّ وجهة النظر العسكريّة الأميركيّة بلغة عربيّة وبأسماء محليّة أو من دون توقيع. كانت الحكومة الأميركيّة تُدير التغطية الإعلاميّة العربيّة لحربها في العراق وأفغانستان. كانت مناقشة تغطية «الجزيرة» لأميركا وإسرائيل من مهام السفير الأميركي في قطر (لم يعد هذا الأمر مشكلة لأنّ «الجزيرة» انصاعت وباتت تغطّي حرب أوكرانيا بحماس فظيع للشعب الأوكراني، ربما طمعاً بعضويّة الناتو). والمواقع الصحافيّة اللبنانيّة التي تنبت بتمويل من حكومات الناتو وسوروس تجترّ مقولات الإعلام الغربي الصهيوني. وطارق الحميّد كتب في «الشرق الأوسط» عن احتجاجات إسرائيل وجاء في مقالته: «اليوم يمكن أن نقول إنّ إسرائيل رضخت لقواعد اللعبة في المنطقة، وأصبحت دولة شرق أوسطية بامتياز، حيث ثلث الناخبين يصوّتون لأحزاب دينيّة غارقة بالغيبيّات». هذا الكلام هو التحليل الصهيوني الليبرالي الغربي لما يجري في إسرائيل. وفي كتاب توماس فريدمان الأوّل «من بيروت إلى القدس»، ترد الفكرة نفسها: أنّ إسرائيل كانت دولة ديموقراطيّة فاضلة ومسالمة لكنّ وجودها في محيط عربي إسلامي لوّثها بفظاعات وشنائع محليّة. فريدمان أسماها «قواعد حماه»، في إشارة إلى مجزرة حماه في سوريا. الحقائق التاريخيّة عن منطقتنا تقول العكس: لم تتعلّم إسرائيل من العرب والمسلمين الفظائع. المنطقة لم تعرف الإرهاب والفظائع قبل ولادة دولة الاحتلال، أو قبل انطلاق العمل الصهيوني الحربي في الثلاثينيّات. في الثلاثينيات من القرن الماضي، أدخلت إسرائيل إلى بلادنا الإرهاب. هي التي لوّثت عالمنا، وليس العكس. لكن الحميّد والذين يستبطنون الاحتقار الغربي للعرب والمسلمين يريدون ترويج فكرة أنّ العرب مسؤولون عن أفعالهم، وهم مسؤولون عن جرائم إسرائيل أيضاً. هي مقولة غولدا مائير نفسها عن أنّ العرب أجبروها على قتل أطفال فلسطين. الحركة الصهيونيّة هي منبع إرهاب «داعش» و«القاعدة»، وهي التي ابتكرت البراميل المتفجّرة ورمي القنابل في الأسواق والطرود والسيّارات المفخّخة.

0 تعليق

التعليقات