على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كوع الكحّالة له دور في تاريخ الحرب الأهليّة، وحتى في سنوات ما قبل الحرب. كان حزبا «الكتائب» و«الأحرار» ينصبان هناك الكمائن ضدّ أعدائهم من المسلمين اللبنانيّين والمقاومة الفلسطينيّة. في عام 1970، أقام بشير الجميّل وصحبه كميناً وقتلوا 8 فدائيّين فلسطينيّين. ردّت المقاومة وخطفت الجميّل ثم ردّته بوساطة من كمال جنبلاط. الوثائق الأميركيّة تذكر وجود عسكري أميركي في إحدى الكمائن على الكحّالة. المؤامرة الأميركيّة ــ الصهيونيّة التي كان أعداؤنا (وكنّا) نسخر من وجودها كانت حقيقيّة مئة في المئة. ذات مرّة، كمن اللبنانيّون الانعزاليّون لشاحنة سعوديّة تنقل نسخاً من القرآن وأحرقوها. كان حرق القرآن بهدف محاربة التوطين. ومات في الكوع عدد من المسلمين في عمليّات خطف عدة على الهويّة. روبرت أوكلي (الديبلوماسي الأميركي العريق)، اعترف في شهادته للتاريخ الشفوي لوزارة الخارجيّة الأميركيّة بأنّ كميل شمعون اعترف له بوجود عناصر من حزبه في إحدى الكمائن التي كادت تشعل الحرب قبل عام 1975. ما جرى أمس غامض. طبعاً، وجود المقاومة يتضمّن نقل سلاح وعتاد وتدريب وتجهيز. لكن كان من المعروف أنّ هناك مَن يحاول النفخ في نار الفتنة، وخصوصاً بعد معركة عين الحلوة وبيانات أنظمة الخليج المُنسّقة. هل كان يمكن تأجيل مرور الشاحنة؟ هل كان يمكن توزيع حمولتها على عدد من الشاحنات؟ هذه أمور لا أفهم فيها. أفهم أنّ الحزب مصرّ على عزل نفسه: سمعتُ تصريحاً أمس لسيزار أبي خليل يُندِّد فيه بالحزب. كان هذا من المدافعين عن المقاومة. نفّرَ الحزب حليفه المسيحي بسبب الإصرار على مرشّحه الأوحد للرئاسة، وهو ينفِّر اليوم أنصار المقاومة من غير الصف الديني بسبب حمله لواء المعركة ضد المثليّة. ولا ننس ضرورة محاربة فيلم الآنسة «باربي» لأنّ خطرها لا يقلّ عن خطر العدوّ الإسرائيلي الذي يهدّدنا بنقلنا إلى العصر الحجري. أجواء الفتنة تسود. الطرف القوي لا يريد الحرب وعلى وارثي المهمة الانعزاليّة المتحالفة مع إسرائيل الحذر وتحاشي استفزاز، ليس الحزب فقط، بل طائفة بحالها. الكلام الطائفي المتفلّت ضدّ كل الشيعة صار مقبولاً في المجتمعات اللبنانيّة «الراقية» وعلى المواقع.

0 تعليق

التعليقات