على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هناك ظاهرة جديدة في الغرب: عربٌ ومسلمون يعتنقون الفكر العنصري والصهيوني الغربي. هذا ليس بجديد. فقد شارك لبنانيّون (مسيحيّون في البداية) في حركات وأحزاب يمينيّة غربيّة. كان هناك حضور لبناني في حزب اليمين هنا مثلاً. طبعاً، كان الحزب الجمهوري يُعتبر أقلّ صهيونيّة من الحزب الديموقراطي. لكن الأمر اختلف اليوم. بعد نشوب الحرب الأهليّة في لبنان، أصبح عدد من اللبنانيّين لا يمانع المشاركة في تنظيمات صهيونيّة أو مراكز وثيقة الصلة باللّوبي الإسرائيلي. كتب المعلّق في «نيويورك تايمز» أخيراً مقالة عن الفلسطيني الأصل، ريتشارد حنانيا (وهو غير الكوميدي الفلسطيني الأميركي، راي حنانيا)، وهو من الأصوات المعروفة في اليمين العنصري. طبعاً، هناك مفارقة فظيعة في أن يضخّ فلسطيني، عانى عنصريّة صهيونيّة، فكراً عنصريّاً ضد آخرين. هو يكتب مثلاً مُطالباً بالمزيد من «سجن ومراقبة السود». وعن مقتل شخص أسود بلا مأوى في نيويورك، قال: «هؤلاء حيوانات». ويقوم أثرياء يمينيّون بيض بتمويل حنانيا الذي عمل زميلاً في «مركز سالم» للأبحاث في تكساس (المركز على اسم ابن الطبيب اللبناني، فيليب سالم، الذي «اكتشف» علاجاً للسرطان في السبعينيّات بحسب جريدة «النهار»). يقول حنانيا إنّ السود أقلّ ذكاءً، ويدعو إلى عدم مزج الأعراق. الظاهرة ليست فريدة. هناك لبنانيّون وعرب من شمال أفريقيا في أحزاب اليمين العنصري في فرنسا وغيرها. والعرب في أميركا، كانوا يتجنّبون دخول «مؤسّسة واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، وهي الذراع الفكرية للّوبي الإسرائيلي. ذات مرّة، أخبرنا (أنا وإدوار سعيد) تحسين بشير (الناطق باسم أنور السادات) في نيويورك أنّه رفض عرضاً سخيّاً جداً من مارتن إنديك كي يمضي زمالة أبحاث في المؤسّسة. لكن الزمن تغيّر. هناك عرب من مختلف البلدان (مسلمون ومسيحيّون ودروز ومن أقليّات أخرى) في هذه المؤسّسة (وغيرها) ومراسلة لبنانيّة في واشنطن بدأت تدريبها «المهني» في المؤسّسة. ولبنان كان له ارتباط قديم بالعنصريّة بسبب اعتناق بعض أهله للعنصريّة الغربيّة ضد العرب والمسلمين، لكن هذا المرض شاع ولم يعد اللبنانيّون وحدهم يعملون في المراكز الصهيونيّة في واشنطن.

0 تعليق

التعليقات