على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

رياض سلامة شكَّل نقطة الالتقاء بين 8 و 14 آذار. هو الدليل على أنّ الفساد في النظام ينخرُ في الفريقَين، وأنّ لا فريق يتفوّق على الآخر في النزاهة والشفافية والتعفّف. رياض سلامة ما كان يمكن أن يستمرّ في موقعه حتى آخر يوم من دون ضمانة من النظام برمّته. صحيح أنّ أميركا ضمنته وراعته (وأنّه كان مُخبراً لصالح وزارة الخزانة الأميركيّة)، وأنّ أنظمة الخليج رعته وضمنته، وأنّ البطريركيّة المارونيّة رعته وضمنته، لكنّ الفاسدين من الطرفَين الذين تشاركوا في الغرف من مال الشعب هم الذين رفضوا إقصاء سلامة أو محاسبته. محاسبة رياض سلامة ممنوعة لأنّها تجرّ محاسبة الطبقة السياسيّة كلّها. مقالة راية الجلبي في «فايننشال تايمز» أحسنَت في أنّها ذكّرت بأنّ سلامة هو اختيار رفيق الحريري. لم يكن أحد يعرفه. وكان سلامة يدير استثمارات رفيق الحريري الشخصيّة في شركة «ميري لينش». وفي سيرة أنطوان سعد عن البطريرك صفير، يصارح صفير الحريري بمخاوفه عن تغيير سلامة ويسأله عن التناقض بين إدارة سلامة لثروة الحريري وبين دوره في إدارة السياسة الماليّة. هنا، يكذب الحريري (وهذا ليس غريباً عنه) وينفي لصفير أن تكون لسلامة علاقة باستثماراته في «ميري لينش». لكن مقالة الجلبي لم تذكر رعاية الغرب والخليج والبطريرك لسلامة. كانت هناك شبكة من المصالح الداخليّة والخارجيّة التي ارتبطت بسلامة. ومقالة جلبي تقول إنّ سلامة أخذ أسراره معه وحفظها على «فلاش درايف»، كي يستعين بها للابتزاز أو لتهديد من يعارض مصلحته في التقاعد. بعدما أزالت أميركا رعايتها له (بعد خروجه من المنصب)، أصبح سلامة معزولاً ووحيداً. وستتسرّب الكثير من الأسرار. هو على الأرجح لن يغادر أرض لبنان. سيعيش في حضن اللوذ الطائفي والفسادي. مرحلة سلامة لم تنته لأنّ الزعماء الفاسدين الذين شاركوه بقوا في السلطة ولهم كتل وازنة. أسئلة كثيرة عن سلامة: كيف يورِّط الأب ابنه في فساده؟ الابن لم يكن بريئاً لأنّه لم يكن طفلاً. لكن سلامة كان يظنّ أنّه «منيح» ومحصّن. انهار سلامة وبقيت المنظومة التي أدار ماليّتها.

0 تعليق

التعليقات