للسنة الثانية على التوالي، وبعد تحقيق نجاح كبير في نسخته الأولى، يُعقد «مؤتمر نداء الأقصى» بنسخته الثانية، تحت عنوان «الأبعاد العالميّة للشخصيّة الرساليّة والقضية الإنسانيّة» في مدينة كربلاء العراقيّة. بدعوة من «دار الإفتاء العراقي» و«العتبة الحسينيّة» ولجنة «حق العودة»، ستُقام أعمال المؤتمر بين 27 و29 آب (أغسطس) الحالي، داخل مرقد الإمام الحسين.
(محمد السقا ــ مصر)

أعمال المؤتمر ستحضرها 250 شخصية علمائيّة وفكريّة وثقافيّة من 65 دولة حول العالم، من بينهم عدد من مفتي الدول ذات الحضور الإسلامي في آسيا وأفريقيا. وإلى جانبهم، ستشارك رموز نضالية عالميّة، والعشرات من الأسرى الفلسطينيين المحرّرين من سجون العدو، وشخصيات عراقية. أما الافتتاح، فسيشارك فيه مباشرةً من القدس المحتلة خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، ورئيس أساقفة سبسطيا للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنّا.
يتزامن المؤتمر مع ذكرى أربعين الإمام الحسين. لأجل القضية الفلسطينية وأحقيّتها، وللوصول إلى أكبر قدرٍ ممكن من التغطية، استغلّت اللجنة المنظمة لأعمال المؤتمر هذه المناسبة، التي يحييها عشرات ملايين المؤمنين القادمين من مختلف أصقاع الأرض إلى مدينة كربلاء. إذ «تشكل مناسبة الأربعين التي يتزامن معها المؤتمر فرصةً لفتح آفاق الحوار والتواصل بين أحرار العالم لخدمة القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قضايا الأمة»، يقول أمين سرّ «الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين»، عبد الملك سكريّة. ويضيف: «العدو يدرك تماماً نقاط ضعف الأمّة»، مشيراً إلى أنّ «انتشار الفتن وشرذمة الشعوب ضمانة للهيمنة التامة للعدو على المنطقة».
في المقابل، «من واجبنا تعزيز نقاط القوّة، والتقريب بين مختلف شرائح الشعوب العربيّة والإسلاميّة وصولاً إلى الاتحاد، وهذا الهدف الرئيسي للمؤتمر».
فلسطين وعاصمتها القدس العصب الأساسي للمؤتمر العتيد. فعبارة القضية الفلسطينية تتكرّر في كلّ الأهداف التي وضعها المنظمون، والتي تبدأ من «عرض ما تتعرّض له الضفة الغربية من تطهير عرقي وتهويد وتغوّل الاستيطان فيها»، إلى «بحث السبل العمليّة لتفعيل التضامن العالمي والإسلامي مع فلسطين»، وصولاً إلى «العرض والتعريف بأبرز ما تقوم به الجهات العراقية المختلفة لدعم القضية الفلسطينية منذ الطلقات الأولى حتى اليوم».
ويختم سكريّة كلامه مع «الأخبار» بالتأكيد أنّ «توجيه النداء لكلّ أحرار العالم بأن فلسطين والإمام الحسين لا ينفصلان، والعالم الحرّ عليه أن يعلم حقيقة ما جرى في كربلاء، وما يجري اليوم في فلسطين، فهذه واحدة من طرق هزيمة الباطل للوصول إلى عالم أكثر عدالة وأمن وإنسانيّة».

* «مؤتمر نداء الأقصى الدولي» الثاني: من الأحد 27 إلى الثلاثاء 29 آب 2023 ــ العتبة الحسينية في كربلاء (العراق).