على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

طلال سلمان استطاع أن ينجح في إطلاق جريدته في زمن غصَّ فيه لبنان بالصحف والمجلات (المُمَوَّلة بأكثرها من حكومات الناتو والخليج). من سمع منكم بجريدة «البيرق» أو «صدى لبنان» أو «الشعب»؟ ولدت «السفير» في الوقت الذي كانت فيه «النهار» (بحكم التمويل وبحكم إدارة تحرير لويس الحاج) الجريدة «الأولى». رفعت لواء محاربة الشيوعيّة والناصريّة، ما درَّ عليها المال الغزير. «المحرّر» (تمويل عراقي) كانت منافِسَة كما كانت «الأنوار» (تمويل متنوّع استقرّ على الإمارات). بعد توقّف «المحرّر» بأمر من النظام السوري أصبحت «السفير» المُنافِسَة الأولى وكانت أقلّ صياحاً من «المحرّر». نجاح «السفير» يعود لإدارة سلمان الذي كان يحسن تجنيد وتدريب صحافيّين متعدّدي المشارب والمذاهب. التمويل الليبي انعكس في إبراز خط القذافي «وفكره». لكنّ المراثي عن سلمان عابت عليه هذا التمويل الليبي/ فيما كُتبت هذه المراثي في صحف ومواقع مُمَوَّلة من الخليج وحكومات الناتو وسوروس. مالُهم حلال، حصراً. طلال سلمان كان بعيداً عن الطائفيّة وانعكس ذلك في جريدته التي استطاعت أن تخترق بيروت الشرقيّة بعض الشيء بعد الحرب. لكنّ الاستعانة بسعيد عقل على الصفحة الأولى للوصول إلى جمهور الشرقيّة لم تكن أمراً حكيماً نظراً إلى مواقف عقل في الترحيب باجتياحات إسرائيل. خطّ سلمان السياسي بقي هو هو: عروبياً. لكنّ الجريدة أصبحت أقلّ تطرّفاً عبر السنوات (في السنوات كانت مُعارِضة للخليج. واللافت أنّ «الشرق الأوسط» لم ترثُ سلمان بل وضعت خبراً صغيراً عن وفاته في الصفحات الداخليّة. لا ينسى النظام أحقاده). تخرَّج في «السفير» الكثير من الصحافيّين الذين (مثل خرّيجي منظمة العمل الشيوعي) تحوَّلوا نحو اليمين. سلمان أسّسَ وروَّج لخط عروبي ناصري لا يهادن في دعم تحرير فلسطين والمقاومة حتى بعد أن أصبح ذلك مدعاة للسخرية من خرّيجي «السفير» اليمينيّين. لم يتعب طلال سلمان فيما تعب من هم أصغر منه سنّاً. أولى اهتماماً كبيراً للقسم الثقافي وأطلق «شعراء الجنوب». غياب «السفير» حرم أجيالاً تربّت عليها من روتين يومي. بقيتُ أنتظر صدور الجريدة في الصباح حتى بعد أن توقّفت عن الصدور.

0 تعليق

التعليقات