على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

في الحلقة الثانية من مسلسله في «الشرق الأوسط» عن صيف 1982، يكشف غسان شربل عن المزيد من مصادره: جوني عبده وفؤاد بطرس، وطبعاً، هاني الحسن الوكيل المعتمد (أو أحدهم) من النظام السعودي داخل منظمة التحرير. عنوان هذه الحلقة مضحك: يقول إنّه كانت للسعودية مبادرة لمنع الاجتياح الإسرائيلي لكنها اصطدمت برفض السوفيات. ما هي هذه المبادرة؟ إحدى مبادرات السلام العربي السعودية مع إسرائيل، أي إنّ تقديم السعوديّة تنازلات لإسرائيل كان سيمنع إسرائيل من اجتياح لبنان مع أنّ التنازلات العربيّة لإسرائيل كان لها ردّ فعل معاكس. يتحدّث عن شهادة جوني عبده من دون أن يذكر أنّه كان ينسّق مع جيش الاحتلال ويستضيف شارون في منزله ويزوره في مزرعته. لا يقول لنا إنّ سركيس وصحبه بكوا فرحاً عندما أخبرهم بشير الجميّل بخبر الاجتياح الإسرائيلي القادم. ورواية أنّ الشخصيات القريبة من النظام السوري كانت تقلّل من احتمال الاجتياح غير صحيحة: كان الكل في بيروت الغربيّة يتحدّث عن الاجتياح، لكن يخفّف من مداه ولا يتحضّر له. كان عرفات يتحدث عنه أسبوعياً. ويقول فؤاد بطرس بصراحة إنّ فريقه كان يريد أن يقوم الجيش بمهمة إسرائيل: طرد الفلسطينيّين من الجنوب وجعل الجيش حامياً لإسرائيل. هذه الخطة الدفاعية البديلة التي يدعو إليها فريق السيادة اليوم. والوزان (الذي كان خاضعاً لاعتبارات غير روحيّة لفريق اليمين) يقول إنّ سركيس كان حريصاً على السيادة: هذا الذي بكى فرحاً لخبر الاجتياح الإسرائيلي ودعا أجهزة السلطة للتنسيق معه وعدم إطلاق رصاصة ضدّه. طبعاً، يستشهد غسان شربل الأمين في النقل بالوزان عن سخاء السعودية للبنان (وللوزّان طبعاً). هاني الحسن يُطلق على فريق السعودية في منظمة التحرير وصف «التيار المستقل». هذا ما عناه عرفات بـ «القرار الفلسطيني المستقلّ». يصرّح الحسن لشربل أنّ أبا الزعيم كان من الفريق الصغير الذي شارك مع عرفات في صنع القرار. هذا أحد أفسد القيادات الفلسطينيّة التي مرّت على لبنان وكان مقرّباً من عرفات، قبل أن ينقلب عليه بعد عام 1982.

0 تعليق

التعليقات