على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ظهر الأكاديمي الفلسطيني، وائل حلاق، في بودكاست «فنجان»، ما عرّفه على جمهور جديد. أحياناً، أو دائماً، نشكو من سطوة الاستشراق في الفكر والسياسة الغربيَّين. والاستشراق يحاول أن يُنعش نفسه بسبب التضعضع الذي أصابه منذ كتاب إدوارد سعيد «الاستشراق». لكن هناك عدد من الأكاديميّين، العرب والغربيّين، يُسهمون في دحض وتفنيد مفاهيم الاستشراق. وائل حلاق من أبرز خبراء الشريعة في الأكاديميا الغربيّة. وأذكر أنّ أوّل مقالة أكاديميّة له في مجلة «إيجمس» (عن أنّ باب الاجتهاد لم يُقفل في الإسلام) اعتُبرت خارقة في الدراسات الإسلاميّة وسلّطت الضوء مذاك على هذا العالم. ولم يتوقّف حلاق عن الإنتاج، وقد نجح (وهذا جد مهمّ) ليس فقط في دحض المستشرقين الذين كتبوا عن الشريعة (مثل غولدزيهر وشاخت) بل أنتج كتباً استبدلت كتب الاستشراق التقليدي عن الموضوع. وحتى مجيد خدّوري الذي كان يعلّم الدراسات الإسلاميّة في جامعة «جون هوبكنز» لم يشذّ عن المفاهيم الاستشراقيّة في الكتابة عن الشريعة. حلاق كتب عن الاستشراق وقد انتقد سعيد لكن ليس من منظور معادٍ لمعاداة الاستشراق (هو عابَ عليه إساءة تفسير ميشال فوكو والقصور النظري وعدم فهم التاريخ). اعترض حلاق على بعض التعميمات في «الاستشراق»، لكن لا يمكن نفي تأثير كتاب سعيد على هزّ ثقة الاستشراق بنفسه، كما كتب ماكسيم رودنسون الذي كانت لديه ملاحظات عن كتاب سعيد. أهمية حلاق أنه يكتب في نقد الفكر الاستشراقي الغربي، كما أنّه يكتب في نقد الدولة الغربيّة وتأثيرها على العالم. في كتاب «الدولة المستحيلة»، يعترض حلاق على تفريغ الحياة من المنظومة الأخلاقيّة بسبب فصل حيّز الأخلاق عن الدولة. واعتبر أنّ مشروع الدولة الإسلامية مستحيل لأنّ الدولة الإسلاميّة تقوم على منظومة أخلاقيّة فيما الدولة «الحديثة» (التي بدأت في الغرب) تتجاهلها. أثارت كتاباته الكثير من النقد عند بعض العرب الليبراليّين لأنّ مشروع هؤلاء هو نقل التجربة الغربيّة «المثالية» وتطبيقها في عالمنا. مشروع وائل حلاق يجمع بين صدّ المشروع الغربي السياسي (وإن بطريقة غير مباشرة) وبين دحض الاستشراق.

0 تعليق

التعليقات