على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

انفطر قلب أنطوان الدويهي (في جريدة النظام السعودي، «الشرق الأوسط») وهو يحدّثنا عن عذاب وآلام أوكرانيا. ثم يستطرد ليحدّثنا عن سلميّة الأوروبيين الذين «تفاعل» معهم في «مكتبة السوربون وأزقّة الحي اللاتيني». يقول إنّ القارة الأوروبيّة قبل الحرب في أوكرانيا كانت أرض «حريّة نادرة وراسخة». القمع الفظيع الذي تتعرّض له النساء المسلمات في فرنسا لا يعنيه، وحملات القمع ضد حريّة التعبير إذا كانت تطال إسرائيل، لا تعنيه في شيء البتة. حتى صعود حركات يمينية وفاشيّة متطرّفة لا يعنيه (نصف الشعب الفرنسي يعتبر أنّ لوبان مرشّحة كفء للرئاسة الفرنسيّة و80 في المئة من الشعب الفرنسي أيّدوا حظر العباءة على أجساد المسلمات). هو يرى أنّ هناك فقط حريّة «نادرة وراسخة». ويحدّثنا عن «نزعة سلمية عميقة» عند الرجل الأبيض في أوروبا. قتل العرب والمسلمين من قبل الشرطة، ليس متناقضاً مع الحريّة «النادرة والراسخة». والطريف أنّ خياله عن الغرب لا علاقة له بالواقع: هو يرى أنّ هناك ضعفاً «للروح القومية والوطنية لصالح التوق للسعادة الفرديّة». الغرب الذي يراه الدويهي هو غرب الكتب والمجلات. أوروبا تمعن في الحروب في بلادنا وفي أفريقيا، لكنّه يرى «نزعة سلميّة عميقة». حتى الدول الأوروبية الصغيرة تشارك في حروب أميركا في العالم. القوميّة الأوكرانية الشوفينية التي تحظّر الأدب والثقافة الروسيّة هي خارج نطاق ما يراه الدويهي. لكن الدويهي يكتب في جريدة سعودية، وعليه، يجب أن يندّد بحزب الله، فيقول عن أوكرانيا: «يكنّ مئات الآلاف من أنصار محور الممانعة وحلفائه عداءً سافراً لأوكرانيا» (هل أجرى استطلاعاً؟). ويضيف أنّ ممانعاً طلب رمي قنبلة نوويّة على أوكرانيا. هنا يكتمل غرض المقال، وكان عليه أن يضيف شيئاً عن الثلث المعطّل وأوكرانيا. طبعاً، لا يذكر أنّ السعودية أغضبت أميركا لأنّها تتمتّع بعلاقة ممتازة مع بوتين. هذه خارج السياق المرسوم. ويقول إنّ الشعب الأوروبي مسالم إلى درجة أنّ الأوكرانيين قاتلوا فقط لأنّ شعوب أوروبا الشرقيّة «عانت على مرّ الأزمان من الهيمنة الروسية المطبقة عليها». متى يكفّ العرب عن شنّ الحروب ضد الغرب المسالِم؟

0 تعليق

التعليقات