عن 91 عاماً، توفي أخيراً الرسّام والنحّات الكولومبي فرناندو بوتيرو (1932 ــ 2023)، الشهير بالأحجام الكبيرة لشخصيات أعماله، بعدما تدهور وضعه الصحي في الأيام القليلة التي سبقت رحيله. فور الإعلان عن النبأ الحزين، خرج الكولومبيون إلى الساحات لتوجيه تحية إلى أحد أهم فناني القرن العشرين. انخرط بوتيرو في الفنّ في مرحلة باكرة من حياته، فبدأ في سن الـ 15 يبيع رسومه التي تظهر مصارعة الثيران في بوغوتا. وبعد معرض فردي أوّل له في بوغوتا خلال خمسينيات القرن الماضي، غادر إلى أوروبا وأقام في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا حيث تعرّف إلى الفن الكلاسيكي. استلهم أعماله من الفن الخاص بالعصر ما قبل الكولومبي واللوحات الجدارية في المكسيك حيث أقام لاحقاً. انطلقت مسيرته المهنية في السبعينيات حين التقى بمدير المتحف الألماني في نيويورك ديتريش مالوف، الذي نظم معه عدداً كبيراً من المعارض الناجحة. أشهر فناني أميركا اللاتينية، قدّم للولايات المتحدة وجهها الدموي والهمجي، من خلال لوحات ورسوم جالت العالم، تستوحي «سجن أبو غريب» العراقي، والساديّة التي تعامل فيها سجّانو المارينز مع أسراهم العراقيين. وفي حديث مع «فرانس برس» في 2012 في عيد ميلاده الثمانين، قال بوتيرو: «أفكّر كثيراً بالموت وتحزنني فكرة ترك هذا العالم والتوقف عن العمل لأنني أستمتع كثيراً بعملي». (فريدي بويلز ــ أ ف ب)