على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تنبّه النائب المُعتصِم، ملحم خلف، لمؤامرة عالميّة خبيثة من وراء إطلاق النار على مبنى السفارة الأميركيّة في بيروت. فور ورود أخبار عن إطلاق رشق رصاص ضد جدار السفارة الأميركيّة، هبَّ ملحم من نوم الاعتصام في المجلس النيابي وغرّد بالآتي: «إنّ ما تعرّضت له السفارة الأميركيّة في لبنان ليلاً (مع هاشتاغ للسفارة كي تتنبّه وتُسجّل وتُحفظ) هو اعتداء بالغ الخطورة ومرفوض، ويدلُّ على هشاشة الوضع الأمني من جهة وعلى وقاحة غير مسبوقة في أسلوب توجيه الرسائل (من مطاعم الدليفري؟) من جهة أخرى. وكأننا أصبحنا في جمهوريّة موز». وطالب بإنزال أشدّ العقوبات، مع وضع رابط لصفحة السفارة الأميركيّة، ترسيخاً للفت النظر الضروري. طبعاً، خلف لم يُعاجل بتغريدة توضيح عن عامل الدليفري واشتباكه مع حارس السفارة. التوضيح ينسف إيمان خلف بمؤامرة توجيه الرسائل. لكن إذا كان إطلاق النار العشوائي هو دليل على هشاشة الوضع الأمني، فما بالك بالوضع في أميركا حيث نسمع أخباراً منتظمة عن إطلاق نار عشوائي في المدارس ومكاتب البريد والمخازن التجاريّة؟ هل يجعل هذا من أميركا جمهورية موز؟ ثم ما هي قصّة «توجيه الرسائل» التي لفتَ إليها المحلّل جان عزيز الذي أومأ إلى احتمال أن يكون الحرس الثوري الإيراني أرسل عامل الدليفري من أجل توجيه رسالة واضحة بالنيابة عن المحور ومحلات الفلافل والشاورما في بيروت لتسريع المفاوضات المتعلّقة بالنووي الإيراني؟ ونبض ملحم خلف قويّ هذه الفترة، ربّما لأنّه خطف أضواء الإعلام العالمي باعتصامه على ضوء الشموع الخافتة في مجلس النواب. وقد يكون اعتصامه، بالرغم من جديّته، أفشل عمل استعراضي سياسي في تاريخ الجمهوريّة الجميلة. وبعض الأصوات التي شدّدت، فور شيوع الخبر، أنّ إيران والحزب أرسلا مطلق نار أخطأ الهدف بعد أكثر من عشر طلقات أصرّت على المؤامرة. السفيرة الأميركيّة كانت متحفّظة في التعليق منذ البداية لأنها علمت أنّ الأمر شخصي، لكن ميقاتي لم يقبل إلا أن يندّد بخرق السيادة. ووفق ميقاتي، سيادة لبنان مُخترقة ليس من إسرائيل بل من عامل الدليفري.

0 تعليق

التعليقات