على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الدولة اللبنانيّة هي الملاذ والملجأ. أنا بتُّ أريد الدولة. لا، أنا أريد دولتَين، على الأقل. دولة لكم وأخرى لكم. بعضكم يقول إنه لا يشبه البعض الآخر ولهذا لا يستحقّ أن يعيش معه. وخصوصاً أنه أكثر تطوّراً بشريّاً منه. الذي يلثغ بالراء الفرنسيّة لا يستحقّ أن يعيش مع الذي يحفظ أشعار المتنبّي. هذا غير عادل. الدولة تحميني. أنا عشتُ في سنواتي قبل الحرب في كنف الدولة، وكم شعرتُ بالهناء. كان للدولة يومها باص للنقل. نركبه بربع ليرة، وكان يجول في معظم بيروت. كنا نسمّيه «جحش الدولة» تقديراً منا لإسهامات الدولة في رعاية مواطنيها. وهذه الحرب تستحق أن تديرها الدولة، لأن الدولة أدارت بمهارة سياسة لبنان الخارجيّة قبل انهيار الدولة العزيزة. الدولة على أيّامي مثلاً، كانت تتولّى شؤون الصراع مع إسرائيل بطريقة لبقة ولائقة معاً. مثلاً، كانت كلّما نشبت حرب عربيّة أو إسرائيليّة على فلسطين (وفق عقيدة فؤاد شهاب العسكريّة التي حكمت لبنان حتى حكم أمين الجميّل) تسارع إلى طمأنة إسرائيل عبر أقنية خاصّة: واحدة كانت عبر الكنيسة ومطارنتها الذين كانوا يواظبون على رعاية الموارنة في فلسطين بصورة دوريّة، حتى أن شربل قسّيس (رئيس الرهبانيّات المارونيّة) كان في زيارة إلى فلسطين المحتلّة يوم بوسطة عين الرمّانة؛ وقناة أخرى كانت مباشرة عبر مفاوضات الهدنة الذي كان المفاوض اللبناني يسارع إلى التحدّث مع الإسرائيليّين فيها من خارج المحضر. وهناك قناة السفير الأميركي لكن ليس مع وزير الخارجيّة، بل عبر مستشار سرّي خاص لرئيس الجمهوريّة. وهذا المستشار كان يبحث في شؤون السياسة الخارجيّة مع السفير الأميركي من دون المرور عبر وزارة الخارجيّة أو رئيس الحكومة. ميشال خوري كان مثلاً مستشار شارل حلو في هذا الشأن. الدولة، لو كانت قائمة، كانت ستطلق النار على كلّ من يفكّر في إطلاق النار على جارتنا الحنونة التي لا تعتدي ولا تجتاح ولا تقتل. أريد الدولة وأريدها سنيوريّة لأن السنيورة تلقّى تربيتاً من بوش على كتفه. فخرٌ للبنان هذه.

0 تعليق

التعليقات