على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

يقول نجيب ميقاتي إنّ الجيش مستعدٌّ في الجنوب. مستعدّ لماذا؟ إسرائيل تقصفنا يوميّاً، أين الجيش ممّا يجري؟ لو أنّه يردّ على إسرائيل، لكان وفّر على المقاومة عناء الردّ. لو أنّ الجيش ردَّ بطلقة رصاص، لكان فريق التغيير والثورة والسعودية قد نال ذريعة للقول: انظروا. هذه هي الإستراتيجيّة الدفاعية البديلة عن المقاومة. لكن واضح ما يجري: الجيش لا يردّ ولا تسمح له أميركا بإطلاق رصاصة واحدة نحو إسرائيل. لو فعل ستحرمه كل الدعم الأميركي المتمثّل بأسلحة درك وطائرات هليكوبتر زجاجية يمكن صيدها بالحجارة أو الإجاص (أفهمَ الكونغرس الأميركي جان قهوجي بذلك بعد رشق رصاص العديسة). الجيش لا يتدخّل ولا يريدون للمقاومة أن تتدخّل. هؤلاء يريدون للبنان أن يركع أمام إسرائيل، كما فعل قبل سنوات الحرب وحتى عهد أمين الجميّل. أهل الجنوب يرفضون الركوع والخنوع والذل. هناك من يقول: نحن لا نريد الحرب. يكرّر وليد الخالدي دائماً: لم يبدأ العرب أيّ حرب في تاريخ الحروب العربيّة ــ الإسرائيليّة إلا حرب عام 1973. كل الحروب الأخرى بدأتها إسرائيل. الجيش لا يُصدر بيان تنديد ولم يصدر عن قائده تصريح دعم للشعب الفلسطيني، أو الجنوبي إذا كان لا يريد توريط لبنان في حرب عالميّة ثالثة. صحيح أنّ يدي الجيش مكبّلة بأمر أميركي (والتدريب يتم على يد الأميركيّين وهم حتماً لا يدرّبون جيشكم لمواجهة إسرائيل، بل لمواجهة الشعب اللبناني في حالة عصيان أو لمواجهة اللاجئين الفلسطينيّين). لكن على قيادة الجيش أن تعترف بأنّ لا طاقة للجيش على الدفاع عن لبنان، لأنّ أميركا تمنعنا من ذلك. لكن أن نخدع الشعب اللبناني وأن نقول: الجيش على جهوزيّة للدفاع عن لبنان أو أنّ على المقاومة التنحّي كي نضع الدفاع بيد الجيش فقط، فهذه المقولة تدخل في نفق استسلام لبنان أمام إسرائيل. تماماً كما حدث في ثكنة مرجعيون. أمامكم نموذجان! ثكنة مرجعيون أو موقعة مارون الراس؟ ماذا تختارون؟ أعرف، نصفكم يختار مرجعيون، لا بل يطالب بتحلية الشاي بالعسل إمعاناً في تكريم الضيف.

0 تعليق

التعليقات