على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ليس زعم العدوّ أن الفلسطينيّين هم الذين قصفوا مستشفى المعمداني في غزة هو الأوّل. العدوّ، منذ إنشاء الكيان، يحمّل الشعب الفلسطيني المسؤوليّة عمّا يُلحقه به من ضرر وأذى. هناك عرب شاركوا في مدرسة لوم العرب على نكبتهم. فؤاد عجمي اشتهر في الغرب بكتابه «المحنة العربيّة» لأنه قال إن الجروح العربيّة هي من صنع العرب أنفسهم. هذا يُفيد الغرب لأنه يبرّئه من آثامه، ويبرّئ حليفته إسرائيل. كل كتب «النقد الذاتي بعد الهزيمة» تندرج ضمن هذا السياق. هناك من سخر من قول عبد الناصر إنّنا نحارب أميركا، واليوم نتأكد أكثر من أي وقت مضى أنه كان محقاً. يبحث المستشرقون الغربيّون والإسرائيليّون في كتبنا وصحفنا للعثور على ما يؤكّد لهم أنّ الحق علينا نحن، وأنهم أبرياء. ما الذي يفسّر إشراف فؤاد عجمي، بعد عقود من الهزيمة، على ترجمة كتاب صادق العظم، السيّئ الذكر «النقد الذاتي بعد الهزيمة»؟ وكتاب سمير قصير «تأمّلات في شقاء العرب» صدر في ترجمات نفيسة بالعربيّة والإنكليزيّة، لأنه من نفس مدرسة عجمي والعظم. وحتى النكبة التي ألحقتها الحركة الصهيونيّة بالشعب الفلسطيني، لم تكن إسرائيل مسؤولة عنها. في السبعينيّات، عثر الأكاديمي البريطاني، إيلي خدوري، على جملة في الجزء الأوّل من مذكرات خالد العظم، وفيها يلوم العظم زعماء العرب على تهجير الفلسطينيّين. وهي جملة في سياق الكلام السجالي. هذه الجملة باتت المرجع الأساسي الذي يرد في كل الكتابات الصهيونيّة عن النكبة. لا يمكن أن تجد كتاباً أو مقالة إلا وهناك استشهاد بها. والموضوع محسوم ليس فقط لأن هناك شهادات الناجين (وهناك طبعاً الاعتراف لمناحيم بيغن في كتابه «التمرّد» عن دير ياسين وتخويف الفلسطينيّين)، بل هناك دراستان غربيّتان درس فيها باحث بريطاني وآخر أميركي، وعادوا إلى نصوص رصد الإذاعات العربيّة، ولم يجدا فيها دليلاً على الزعم الصهيوني المتكرّر. والشعبان اللبناني والفلسطيني في عام 1982، كانا مسؤولَين عن قتل أنفسهما. وكلما كانت إسرائيل تفجّر سيارة في أحيائنا، كانت «صوت لبنان» تقول: مركز ذخيرة فلسطيني تفجّر نتيجة احتكاك صاعق.

0 تعليق

التعليقات