على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

السفيرة الأميركيّة تحدّثت اليوم باسم الشعب اللبناني. بجدّ. هي قرّعت حماس وحزب الله على إرهابهما ونفت عنهما صفة المقاومة، وخصوصاً أنّ الحكومة الأميركيّة تُعدّ مرجعاً مرموقاً في المقاومة. وتنبع خبرة أميركا في المقاومة من إحراقها بالنابالم للمقاومة الفيتناميّة البطلة، والتي بالرغم من الحرق عادت وانتصرت وطردت أميركا من فيتنام، تماماً كما طُردت أميركا من لبنان وأفغانستان والعراق. لكنّ السفيرة قالت: نحن في الحكومة الأميركية نرفض، ثم «ويرفض الشعب اللبناني»، حرفياً. هذا جميلٌ جداً. عندنا سفيرةٌ أميركية تنطق باسم أميركا ولبنان معاً. ماذا لو كلّفنا السفيرة الأميركيّة بتسلّم منصب السفير اللبناني في واشنطن طالما هي مخوّلة من قبل الحكومة الأميركيّة للنّطق باسم الشعب اللبناني؟ هذا يوفّر على الخزينة. وبهذا، تسجّل السفيرة الأميركيّة سابقةً ديبلوماسيّة، كونها تنطق باسم شعبَين في خدمتها في العمل الديبلوماسي: تنطق باسم الحكومة التي أرسلتها وأيضاً باسم الشعب المُضيف لها. والحكومة الأميركيّة تمون لأنّ لها أفضالاً كبيرةً علينا، وخصوصاً بعدما حوّلت أمس شحنة سلاح ذخيرة مدفعيّة عيار 155 من أوكرانيا إلى إسرائيل. هذه هديّة من أميركا لأهل الجنوب، وعليه تستطيع السفيرة الأميركيّة أن تشكر بالنيابة عن الشعب اللبناني، الذي تنطق باسمه، الحكومة الأميركية التي أرسلت له قذائف مدفعيّة معدّة للاستعمال فوق رؤوس الآمنين. هل يا تُرى سيسمح السفير اللبناني في واشنطن لنفسه بالنّطق باسم الشعب الأميركي برمّته؟ لو فعل ذلك، نستطيع أن نجزم بأنّ المسؤول عن التعاطي معه في وزارة الخارجيّة (أي سكرتير مساعد نائب مساعد وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى) سيستدعيه ويقرّعه ويطلب منه مغادرة البلاد في غضون 24 ساعة، وإلّا وجد نفسه في صندوق شحنٍ في طريقه إلى معسكر غوانتنامو. طبعاً، لن يعترض أحدٌ على كلام السفيرة ولن يستدعيها عبدالله أبو حبيب ليقرّعها على وقاحة النطق باسم الشعب اللبناني، لأنّ ذلك يعكّر العلاقات بين لبنان وأميركا، وخصوصاً بعد شحنة قذائف المدفعيّة التي ستزور لبنان قريباً.

0 تعليق

التعليقات