تونس | منذ بداية «طوفان الأقصى»، صارت فلسطين محور الحياة الثقافية في تونس. خُصّصت كلّ الأنشطة لغزّة التي تتعرّض منذ 27 يوماً لإبادة ومحاولة تهجير جديدة. هكذا، افتتح «مهرجان دوز العربي للفن الرابع» في محافظة قبلي (جنوب) فعاليات دورته الـ 17 بالنشيد الوطني الفلسطيني ورفع العلم الفلسطيني، فيما نُظّمت سهرة للتضامن مع فلسطين في ظلّ العدوان الإسرائيلي الوحشي الذي تواجهه، أحياها عشرة من أبرز شعراء المدينة مع أربعة شعراء ناشئين. علماً أنّ مداخيل كلّ العروض المسرحية خُصّصت لدعم أهالي غزّة تحت إشراف الهلال الأحمر التونسي. في المدينة نفسها التي تبعد عن العاصمة حوالى 700 كيلومتر، بادرت جمعية «المهرجان الوطني للشعر الغنائي» إلى تنظيم سهرة موسيقية أحيتها «فرقة البحث الموسيقي بقابس» المعروفة بخطّها الموسيقي الملتزم بالقضايا القومية، على أن تذهب كل إيرادات الحدث المرتقب غداً الجمعة لدعم المقاومة الفلسطينية.
لوحة عن المأساة الغزّية لرؤوف الكراي

وفي السياق نفسه، انخرطت «المكتبة السينمائية» في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي في هذا الحراك بعرض مجموعة من الأفلام ضمن «أسبوع السينما الفلسطينية» الممتدّ لغاية الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي في «قاعة الطاهر شريعة». الأفلام التي وقع عليها الاختيار والمنوّعة بين الروائي والوثائقي، هي: «عرس الجليل» (1987) لميشيل خليفي، و«غزّة مونامور» (2020) لطرزان وعرب ناصر، و«عيد ميلاد ليلى» (2008) و«كتابة على الثلج» (2017) و«فلسطين ستيريو» (2013) لرشيد مشهراوي، و«علم» (2022) لفراس خوري، و«جنين، جنين» (2002) لمحمد بكري، و«عيون الحرامية» (2014) لنجوى النجار.
على خطٍ موازٍ، أعلنت وزارة الثقافة غداً الجمعة يوماً سينمائياً في كل المراكز الثقافية التابعة لها في المحافظات الـ 24، تحت عنوان «التضامن مع الشعب الفلسطيني». هكذا، سيكون الجمهور على موعد مع أشرطة تحمل توقيع مخرجين فلسطينيين أو تتناول فلسطين من جوانب مختلفة.
من ناحيته، خصّص «اتحاد الكتّاب التونسيين» اليوم نفسه لدعم المقاومة الفلسطينية في يوم مفتوح للشعراء لإلقاء قصائد تستحضر فلسطين، إلى جانب ندوة فكرية حول الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (1941 ــ 2008) وأدب المقاومة.
وبما أنّ هذه الأنشطة الثقافية تتزامن مع العطلة المدرسية، استحالت كلّ الفضاءات الثقافية ورشات للتعريف بالقضية الفلسطينية للتلاميذ التونسيين، سواءً عبر الرسم أو لقاءات حول تاريخ الصهيونية والتغريبة الفلسطينية. كما انخرطت بعض أقسام التاريخ ومراكز البحث في الجامعات التونسية في هذا الحراك بتنظيم محاضرات وصفوف مفتوحة ولقاءات مع الطلبة حول القضية الفلسطينية. وشكّلت المحنة الفلسطينية محوراً للوحات تشكيلية لعدد من الرسامين، منهم التشكيلي رؤوف الكراي، ورسّامَا الكاريكاتور توفيق عمران ورشيد الرحموني، وغيرهم.