على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

رسالة إلى ضابط في قوى الأمن الفلسطينيّة: ماذا عساكَ تفكّر وأنت ترى المجازر قربك في غزة؟ أنت تعرف، اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، أنّ دورك انفضح؟ أنت جزء من ميليشيا لا تختلف إلا في الاسم عن ميليشيا أنطوان لحد. التنسيق الأمني انكشف: ليس إلا عبارة عن عمليّات تجسّس وتعقّب لكل المقاومين والزجّ بهم في السجون أو تسليمهم إلى الإسرائيليّين. بدأت هذه العمليات بمجرّد انطلاقة أوسلو. وفي ظلّ ياسر عرفات، نُكّل بمساجين من مختلف التيّارات، وأمين عام الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين يقبع في السجن بسبب خذلان عرفات له. أيّها الضابط الفلسطيني: ماذا يدور في خلدك وأنت تشاهد صور الدمار والخراب والدماء اليوميّة؟ هل تعلم أنّك شريك في هذه الجرائم وأنّ مرؤوسيك هم الذين يرشدون جيش العدوّ إلى منازل المقاومين في الضفة وغزة؟ هل فكّرت في مهنة أخرى وأنت تخدم أحد أفسد أنظمة العمالة الفاسدة والتابعة بالكامل لسلطة الاحتلال؟ على مرّ تاريخه، كان الشعب الفلسطيني ينبذ المتعاملين ويلفظهم من صفوفه، وبدأ ذلك في ثورة 1936. هل تعلم أنّك ولدتَ فلسطينيّاً وستموت إسرائيليّاً إذا لم تترك هذه الوظيفة الوضيعة؟ هل تساءلت يوماً عن طبيعة هذا النظام الذي تعمل في ظلّه والذي تكرّس فيه أفسد نماذج «فتح» و«المستقلّين»؟ هؤلاء الذين كنزوا الذهب والفضة وأصبح أولادهم رجال أعمال يطيرون بين العواصم؟ أنتَ تقبل أن يلقي التاريخ الفلسطيني المعاصر حكمه عليك بأنّك تنكّرت لشعبك وأصلك وفصلك وهويّتك من أجل هذا المرتّب الملطّخ بدماء شعبك الفلسطيني؟ هل يستحق محمود عبّاس (الوحيد من قادة «فتح» التاريخيّين الذي لم يتعرّض لاستهداف من إسرائيل في حياته) هذا الولاء منك؟ هل أنّ 10 آلاف شهيد من أبناء وبنات شعبك غير كافين ليحرّكوا فيك القلب والضمير (أو السيف)؟ إلى متى ستبقى في هذه الميليشيا؟ أوتدري أنّ الشعب الفلسطيني سيضرب بكم المثل الشنيع بعد تحرير فلسطين؟ أوتعلم أنّنا في لبنان بتنا نعتبر صفة «جيش لحد» أسوأ كنية ممكن أن تُطلقها على شخص أو نهج؟ إلى متى؟

0 تعليق

التعليقات