على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أحياناً نقرأ ليس للمتعة، بل كفرض مدرسي. أنا أقرأ «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» من دون أي لذّة. تعلّم من رالف نادر أن تقرأ الجريدة وتدوّن ملاحظات، ومواقع التواصل أو المدونات تعطيك الفرصة كي تفنّد وتنتقد. قرأتُ اليوم البيان الختامي للقمّة العربيّة الإسلاميّة. والبيان يتضمّن واحداً وثلاثين بنداً. البنود ليس فيها أيّ شيء عمليّ. كلّها شعر رديء على طريقة الخطب التي ألقاها الزعماء العرب في عام 1948، لكن بسقف أقلّ. وهناك تهديد بتوثيق جرائم الحرب وبتحريك المحكمة الجنائيّة الدوليّة (كأنّها تخضع للعدل في هذا العالم، وليس لأميركا). لكن فجأة، بعد بنود من التنديد والوعد بالمساعدة، يطالعك البند رقم 24 الذي يقول: «إعادة التأكيد على التمسّك بالسلام كخيار إستراتيجي». ليس هناك من داعٍ لأن تقرأ أكثر من ذلك لو كنتَ مهتماً بالتمحيص بالبنود. نقول إنّ إسرائيل ترتكب كلّ جرائم الحرب التي يصفها البيان، وإنّنا سنأخذها إلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة، ثم نُطمئنها بأنّنا سنعقد السلام «الإستراتيجي» معها. أي إننا نقول لها، لا تكترثي بكلّ ما ورد في البيان، وتأكدي أنّ خيارنا بالسلام معك لا رجعة فيه. البند 25 هو البند الوحيد الذي له قيمة في البيان الشعري الرديء. يُبطل هذا البند كلّ الوعود وكلام البيان الذي سبق والذي تلا. وهناك أيضاً بند عن التمسّك بمنظمة التحرير الممثل «الشرعي والوحيد». أي إنّ الدول العربيّة حاربت منظمة التحرير عندما كانت حقاً تمثّل الشرعية الفلسطينيّة، وباتت متمسّكة بها بعدما تحوّلت إلى مجموعة من عصابات السرقة والنهب والتنسيق الأمني الذي يحيط بمافيا محمود عبّاس وعائلته. منظمة التحرير هي الممثّل الشرعي الوحيد؟ «حماس» ليست ممثّلة فيها، وهي اليوم أكثر تمثيلاً للشعب الفلسطيني من كل الفصائل الأخرى من دون منازع. أميركا لا تسمح لمحمود عبّاس بإجراء انتخابات لأنّها تعلم أنّ نتائجها لن تكون في مصلحة أوغاد سلطة أوسلو. بالمناسبة، تحدّث البيان عن مزارع شبعا كونها أرضاً لبنانيّة. هل يعني ذلك أنّ أزلام السعوديّة (بمن فيهم التغييريّون) سيتوقّفون عن القول إنّ لبنانيّة المزارع تحتاج إلى «ورقة» من سوريا؟

0 تعليق

التعليقات