على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نشرت هذه الجريدة أمس مقالة مستفيضة عمّا يبدو أنّه جسر جوّي لحلف الناتو عبر البلد المضياف، لبنان. ومقالة لينا فخر الدين بدّدت الشكوك ودحضت النفي حول ما يجري. 32 طائرة عسكريّة أجنبيّة بين مطارَي بيروت وحامات، ليست أمراً روتينيّاً أو أمراً يمكن لقيادة الجيش أن تطمسه. نحن في عصر مواقع التواصل، وهناك من يرصد (مدنياً) حركات الطائرات من وإلى لبنان. والناس يستطيعون رصد حركة الطائرات بالعين المجرّدة. العميد المتقاعد، بسام ياسين، كان أوّل من ردّ على الشكوك وطمأن في حديث أنّ الأمر لا يعدو كونه حاجة السفارات الأمنيّة المستجدّة. لكن ما زاد من الشكوك هو البيان الرسمي الصادر عن قيادة الجيش، والذي ذكر أمر «هبوط طائرات عسكريّة أجنبيّة في أحد المطارات التابعة للجيش اللبناني». لماذا لا تذكر قيادة الجيش اسم هذا المطار؟ هل هذا من أسرار الدولة بعدما نشرت مواقع التواصل صور الطائرات وهي تهبط وتطير من المطار؟ إذا كان للبنان سيادة على المطار، فمن حق الشعب اللبناني أن يعلم حقيقة ما يجري، وخصوصاً في ظلّ حرب الإبادة على غزة، وبمشاركة من القوات الأميركيّة بالذات. وهل وافقت الحكومة اللبنانية على حركة الطيران هذه؟ هل أخذت علماً؟ والبيان يقول إنّ «جزءاً من حركة الطيران في المطار (المجهول الاسم) هو حركة روتينيّة لنقل المساعدات العسكريّة إلى الجيش اللبناني». أوّلاً، يقول البيان إنّ «جزءاً» فقط من حركة الطيران هو بهدف نقل المساعدات. حسناً، فلنصدّق ذلك. ما هو الجزء الآخر؟ لماذا يذكر جزءاً واحداً فقط؟ ثانياً، يقول البيان إنّ ذلك بهدف نقل المساعدات. هكذا، فجأة، هبطت قوات الناتو الجويّة علينا لتمنح الجيش مساعدات؟ والتزامن مع حرب غزة هو صدفة من الصدف؟ ولماذا لم يعلن الجيش عن هذه المساعدات، وهو الذي يعلن وصول مطارق ومسامير أميركيّة إليه وينظّم عراضة للشكر؟ ثم يقول إنّ الحركة هي للتدريبات الليلية والنهاريّة للجيش. فجأة أيضاً؟ وأي تدريبات ليلية ونحن لا نملك إلا طائرات رش مبيدات وطوّافة زجاجية يمكن إسقاطها بإجاصة؟

0 تعليق

التعليقات