على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مات الإعلاميّ اللبناني، جان خوري، الذي كان رئيس تحرير نشرة الأخبار في القناة 11، والمذيع الأوّل فيها حتى أوائل الثمانينيّات (ترك عمله في بداية عهد الجميّل). بدأ عمله في انطلاقة التلفزيون الأولى، وتدرّج في المناصب الإخبارية وعمل في برامج المنوّعات والبرامج الحواريّة. كسر خوري الصورة القاتمة والرصينة للمذيع التلفزيوني، وقد يكون أوّل من كسرها ربّما في الإعلام التلفزيوني العربي. في طفولتي، كان كميل منسّى هو الأبرز في نشرة الأخبار، وكان مهنيّاً ورزيناً وشديد الجديّة. صوته ذكّرَ بمراحل عديدة من أحداث مهمة. (يُذكر عن منسّى أنّه يوم ورود خبر وفاة جون كينيدي، دفع «أبو صيّاح» بقوّة من أمام الميكروفون ليذيع خبر اغتياله). جان خوري من مدرسة مختلفة باتت مألوفة. كان يبتسم ويضحك لبعض ما يقرأ من أخبار. وكان دوماً سريعاً في التلاوة كأنّه يريد أن ينتهي من النشرة ويعود إلى منزله، لكنّ إطلالته كانت محبّبة. مهارة جان خوري أنّه عمل في زمن الحرب ولم يكشف عن وجهةٍ سياسيّة. قلّة حافظت على هذه المسافة من الخبر (زميله، جاك واكيم، كان يخاطب السفير السوفياتي هكذا: «سولداتوف، يا سولداتوف»). جان خوري الرجل الدمث واللطيف عانى من تعامل فظّ من بعض السياسيّين. ذات مرّة، ظهر كامل الأسعد في مقابلة تلفزيونية طويلة، تخلّلها قطع للكهرباء، أدى إلى انقطاع البثّ. اشتمّ الأسعد، كعادته، مؤامرة خبيثة ضدّه، فثار ووَلْوَل ولام جان خوري. بعد أسابيع، تعرّض خوري في مصعد إلى اعتداء آثم من قبل زعران. ليس من صلة معروفة بين الحدثيْن. لم نسمع عن جان خوري في السنوات الماضية. تغيّر نمط الإعلاميّين وأصبح الصياح من مستلزمات المهنة، حتى هنا في أميركا. كميل منسّى وجان خوري كانا مثل المذيع الأميركي الشهير، والتر كرونكايت، الذي حاز لقب «أكثر رجل موثوق في أميركا». كان جان خوري نقابيّاً وعمل في إعلام إذاعي فرنسي. قد يكون من المذيعين الأوائل الذين ظهروا بالشعر الأبيض، عندما كان المذيع مثل حكّام الخليج: تُنتقص قيمته لو اعتلى الشيبُ رأسَه.

0 تعليق

التعليقات