على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ما حدث في غزة سيكون له وقع كبير على تاريخ القضيّة الفلسطينيّة. هو مفصل مثل مفصلَي 1967 و1982. سيؤرّخ لجديدٍ يلي. يرى المؤرّخ طريف الخالدي أنّه من الضروري أن نُحدث ثورةً في تفكيرنا نحو خلق وعي جغرافي جديد. يقترح إزالة مصطلحات الضفة الغربيّة والضفة الشماليّة وقطاع غزّة وإعادة تعريف فلسطين من جديد، بأن نقول: وسط فلسطين وشمال فلسطين وجنوب فلسطين مع تسمية المدن والبلدات المعنيّة. يصبّ هذا الاقتراح في مصلحة تثوير الوضع الفلسطيني بكل أوجهه. شعار عرفات «القرار الفلسطيني المستقل» فصل فلسطين عن الوطن العربي، وشعارا «الحل المرحلي» و«السلطة الوطنيّة» فصلا الضفة والقطاع عن مجمل فلسطين، تماماً كما أرادَ المحتلّ. ومسيرة «أوسلو» بدأت بحلّ «القطاع وأريحا» فقط، فاختصرت الوطن الفلسطيني بهما. ثم قسّمت «أوسلو» الضفة إلى المناطق ألف وباء وجيم، وخلقت ضاحية للقدس لإيهامنا بأنّها القدس الشرقيّة. وسارت منظّمة التحرير في المخطّط صاغرة. كما فصلت «أوسلو» المخيّمات عن الضفة والقطاع. وفلسطينيّو 1948 فصلتهم مسيرة السلام عنها، وهم يثبتون أنّهم جزء من الوطن الفلسطيني. وعرفات لم يطلب وقف أو نقل المستوطنات، لا بل أجّل الحديث فيها إلى خمس سنوات مرّت قبل أكثر من ربع قرن. يحتاج الوعي الوطني الفلسطيني إلى الثورة على كل مترتبات ومضاعفات «أوسلو» بما فيها الشرذمة والتجزئة التي فرضتها مسيرة السلام المزعومة، التي طمست قضيّة اللاجئين الذين كانوا في سنوات صباي لبّ القضيّة، ومسقط رأس ثورتها. طمحت «أوسلو» إلى ضرب الوعي الفلسطيني بالكامل. وفصلت كامب ديفيد الدول العربيّة عن قضية فلسطين بالكامل (في مفاوضات 17 أيّار، لم يأتِ لبنان على ذكر القضيّة الفلسطينيّة فيما هو يستضيف جالية من اللاجئين الفلسطينيّين). ومسيرة التسوية الفلسطينيّة شرذمت القضيّة الفلسطينيّة إلى قضايا منفصلة، وطمست منها ما رفض العدوّ البحث فيه. الشعب الفلسطيني في الشتات بوعيه ووجدانه وحماسه ونصرته لفلسطيني، يُثبت وحدة الشعب الفلسطيني يومياً. ترجمة هذه الوحدة تكمن في تغيير المصطلحات ورفض ما يُشتّت، مثل مصطلح «الغزاويّين» بدلاً من فلسطينيّي الجنوب.

0 تعليق

التعليقات