على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

ماذا يحدث في الغرب هذه الأيّام؟ الحكومة الألمانيّة ستجعل من الولاء لإسرائيل شرطاً للجنسيّة والإقامة. من المشكوك أنّ هذا الشرط سيُطبَّق على غير العرب والمسلمين، وخصوصاً أنّ ألمانيا تعجّ بالنازيّين القدماء والجدد. الحكومة الفرنسيّة تعتبر التظاهر من أجل فلسطين عملاً معادياً للسامية، فيما يحاول عدد من المدن الغربيّة تجريم هذا التظاهر. أكثر من 36 ولاية في أميركا سنّت قوانين لتمنع التعاقد مع أي شركة تلتزم بمقاطعة إسرائيل. أول من أمس، انتشر على المواقع شريط فيديو لرجل اسمه ستيوارت سلدوويتز وهو يضايق ويهين بائع رصيف مصرياً في نيويورك. انتشر الفيديو قبل معرفة اسم الشخص، لكن الباحثين المجتهدين على المواقع عثروا على الاسم. الرجل ليس عادياً. هو أمضى سنوات كخبير في شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجيّة الأميركيّة، ونال ثلاث جوائز شرف رفيعة على عمله. كان مشاركاً في مفاوضات دايتن وعمل في إدارات جمهوريّة وديموقراطيّة. عمل في «مجلس الأمن القومي» في البيت الأبيض في عهد أوباما. عمّت الغضبة المواقع: الرجل يمرّ أمام بائع رصيف عربي ويهينه بأقذع العبارات، ويزيد على ذلك بإهانات ضد نبي الإسلام والمسلمين. وعُرف أنّ الرجل يمارس هذا التضييق ضد البائع على مرّ أسبوعين، لكنّ البائع، لحسن الحظ، التقط له فيديو وهو يكيل له الإهانات. من جملة ما قاله له (بعدما اتهمه بالإرهاب) إنّ قتل 4000 طفل فلسطيني لم يكن كافياً. اتصل البائع المسكين بالشرطة شاكياً، فقالوا له: ما في اليد حيلة. عندما شاهدت الشريط (وتبعته أشرطة أخرى للرجل نفسه لأنه ضايق البائع العربي على مرّ أسبوعَيْن) فكرتُ في كتاب «الاستشراق» والكلام عن «المعرفة السياسيّة» الخاصّة بمنطقتنا. أمثال هذا الرجل مولجون بالتعاطي مع قضايا الشرق الأوسط، وكلّهم يدورون في فلك اللوبي الإسرائيلي. هذه العقليّة الصهيونيّة العنصريّة والمتعصّبة والإسلاموفوبيّة منتشرة في حكومات الغرب كلّها. يمكن أن نتصوّر حديث وزير الداخليّة الفرنسي في مجالسه الخاصّة. القضيّة ستمرّ وهناك غيره ممن هم أكثر عنصريّة وكراهية منه، لكن لماذا نتعجّب؟ أليست السياسات الغربيّة نتاج هذه العقليّة؟

0 تعليق

التعليقات