على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

كيف تعامل الفريق اللبناني «المشبوه» (أي المُنفّذ للمشيئة السعودية ــ الإماراتية التغييرية) في لبنان مع حرب غزة؟ هو لم يلجأ إلى حيلة واحدة. في أيام الحرب الأولى، كان واضحاً أنّ أمر العمليّات ركّز على ضرورة رفع شعار «لا للحرب» لتطمين إسرائيل وبلورة رأي عام حريص على سلامتها. عرائض روّج لها إعلام مموّل من حكومات الناتو وسوروس، ولافتات رُفعت في الشوارع. ابتهجت الصحافة الغربية والإسرائيلية وروّجت للعريضة: عناوين عن أنّ 8 آلاف شخص وقّع (قد يكون 7 آلاف منهم من خارج لبنان، ربّما في الأرض المحتلّة، لا ندري). لكن الحزب فاجأهم: خاض اشتباكات وتبادل القصف العنيف من دون أن يفتح الحرب الكبرى أو يُعلنها. هنا شعر الفريق المشبوه بحرج بانتظار الأوامر. بعض الذين كانوا قد حذّروا من فتح الحرب، عادوا وزايدوا على نصرالله: كيف تفوّت فرصةً ذهبيّةً لتحرّر كل فلسطين؟ فلسطين قاب قوسين، لتُطلَق المدافع والصواريخ. الحزب طبعاً ردّ وفقاً لحسابات دقيقة من دون الانجرار، لحسن الحظ. فجأة، توضّحت الصورة قبل أيام. أوامر جديدة صدرت: الصراع مع إسرائيل ليس عسكريّاً، يجب أن نشتغل «بالسياسة» والكياسة واللباقة لتحرير الأرض. القوّة ليست الخيار، خصوصاً أنّ إسرائيل ليّنة في التعامل بالحسنى ولها تاريخ عريق في ذلك. «الكلمة الحلوة» تفعل فعلها عند الصهاينة، والخيارات السياسية غير العسكريّة تشمل مروحة من الأساليب: تبدأ بقرع الطناجر النحاسيّة ولا تنتهي برفع الشموع والبقدونس في الساحات العامّة من أجل طمأنة إسرائيل على مصيرها. وكل هذه الأساليب تقترن دائماً بالتذكير بـ «مشروع السلام العربي». لا، والطريف أنّهم يقولون إنّ الدولة قبلت بـ «مشروع السلام» السعودي. هم يريدون قلب النظام ويعتبرون كل سياسات السلطة باطلة باستثناء اتفاق الهدنة وقرار 1701 وقبول الدولة بـ «مشروع السلام» السعودي. أي إنّهم لا يتّفقون مع الدولة إلا على عقيدة فؤاد شهاب العسكريّة (التي جنّبت لبنان الانخراط في حروب العرب، وإن دفعنا ثمن ذلك في حروب أهليّة) وعقيدة شارل حلو التي تقول بضرورة مخاطبة الغرب بالفرنسيّة كي يدفع إسرائيل نحو السلوك الحسن. أين السنيورة من كل هذا؟

0 تعليق

التعليقات