على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

وضع العرب في بلاد الغرب ليس على ما يُرام، خصوصاً في ألمانيا والولايات المتحدة. الجالية العربية والإسلامية في بريطانيا وفرنسا، مثلاً، في وضع قوي رغم فظاظة قمع السلطات وظلمها. ثقتهم بالنفس عالية: تراهم يتظاهرون ولا يخشون المنع. في أميركا، لطالما كانت الجالية العربية شديدة الحذر لأنّ مكتب التحقيقات الفدرالي يطارد كلّ أشكال التنظيم العربي ويلاحقها. المحامي اللبناني الأصل، عابدين جبارة (لا يزال على قيد الحياة)، نظّم الحماية القانونيّة للتنظيم العربي ولوحق. كان التعبير العربي عن الغضب السياسي خافتاً تقليدياً. لم ينتظم العرب بصورة جديّة قبل حرب 1967، وكان التنظيم العربي مدنياً مهذّباً حتى عندما كانت التنظيمات الصهيونيّة تتعامل بعنف مع مظاهر التعبير السياسي العربي، خصوصاً في نيويورك. لكن السفارات العربيّة النافذة، مثل السعودية والإمارات والكويت، كانت قبل 1990 تشكّل نوعاً من التغطية السياسيّة للعمل العربي الأميركي (وكانت السفارات العربيّة تموّل المؤتمرات العربية الأميركيّة). ذلك كله تغيّر بعد اجتياح الكويت، وتغيّرت أولويات العمل الديبلوماسي العربي، عندما طمست السفارات قضية فلسطين وأصبحت منشغلة حصراً بصفقات السلاح والتقرّب من اللوبي الإسرائيلي. حالياً، نرى ظاهرة لافتة: هناك نموّ هائل للعنصرية ضد العرب والمسلمين في أميركا. عُرضت شرائط فيديو لأميركيّين وهم يعتدون لفظياً أو جسدياً على عرب ومسلمين فقط لأنّهم عرب ومسلمون. والصحافة هنا قلّما تعير العنصريّة ضد العرب أهميّة، مقارنةً بتغطية أي تعبير معادٍ لليهود، حتى لو كان شعار «من النهر إلى البحر» (قد تحوّل على يد المنظّمات الصهيونيّة إلى شعار نازي). تعرّض الكثير من العرب لاعتداءات منوّعة منذ 7 أكتوبر. تعرّض طفل للقتل طعناً في شيكاغو لأنّه مسلم وفلسطيني، وتعرّض ثلاثة طلاب فلسطينيّين في فيرمونت أوّل من أمس إلى إطلاق نار (حالة اثنيْن منهم خطرة)، كانوا يتكلّمون العربيّة ويرتدون الكوفيّة الفلسطينية. بات الطلاب يخافون ارتداء الكوفيّة. لكن في مقابل هذه الظواهر، هناك جيل عربي جديد، معظمهم من النساء اللواتي يتمتّعن بشجاعة وإقدام فائقيْن. هؤلاء النسوة يقدن العمل الفلسطيني في الشارع والجامعات، هؤلاء غيّرن مسار العمل العربي حول فلسطين.

0 تعليق

التعليقات