على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تقول قطر إنّها لم تطبّع مع إسرائيل لكن لا يمكن تصديق ذلك. مدير الـ «موساد» في سفر متواصل إلى الدوحة، وبات صلة الوصل بين النظام القطري وحكومة إسرائيل. وهناك مبعوث قطري يصل إلى تل أبيب للقاء مدير الـ «موساد» الوثيق الصلة. واستضافة مدير الـ «موساد» في البلاد العربيّة ذروة التحدّي والإهانة لكلّ عربي وعربية. هذا جهاز يتخصّص، ليس فقط في التجسّس على العرب، وإنّما في قتلهم بشتّى الوسائل. هذا جهاز إرهابي، كأن تقول الأداة العسكريّة لـ «داعش». وإسرائيل بالنسبة إلى معظم العرب هي كما «داعش» أو «القاعدة» عند الغربيّين. لكنّ «الجزيرة» كانت أوّل وسيلة إعلام عربيّة أدخلت المتحدّثين باسم العدوّ إلى منازلنا. كان ذلك من المحرّمات. وأميركا تصرّ على إعلام السعوديّة والإمارات وقطر لاستضافة المتحدّثين باسم العدوّ للتأثير على الرأي العام العربي. لكنّ وسائل إعلام الغرب الذي يتمثّل به الكثير من العرب، لا يستضيف متحدّثين من «القاعدة» أو «داعش». لا يعتبرون أنّ الرواية الإعلاميّة تحتاج إلى هذه الاستضافة الصفيقة. لماذا لا نتّعظ من تجارب الغرب الذي كان في الماضي يحاضر في المهنيّة الإعلاميّة (طبعاً، تغيّر كل ذلك، وخصوصاً في تغطية أوكرانيا وغزة)؟ ولماذا نستضيف المتحدّث الإسرائيلي؟ بماذا يفيدنا ذلك؟ نحن على معرفة بالمواقف الإسرائيليّة. هل أحتاج لأفهم طبيعة إسرائيل أن أدعو إسرائيليّاً إلى منزلي لتناول المقالي والمشاوي معي؟ لا، وهناك في «الجزيرة» مَن يزهون بأنّهم يُفحمونهم بالأسئلة. لكن الفائدة أقل بكثير من الضرر، إن كانت هناك من فائدة. ما فائدة أن أدعو إسرائيلياً إلى منزلي حتى لو أمطرتُه بالأسئلة المُحرجة؟ صحيح أنّ قطر تستضيف «حماس» (أو جناحها السياسي الذي بات معزولاً أكثر من قبل عن القيادة الفعليّة في الداخل)، لكن الاستضافة توظّف من أجل الضغط على الحركة بإيعاز أميركي. وثائق أميركيّة مُفرج عنها تقول إنّ الحكومة الأميركية كانت تطلب من الملك فيصل أن يضغط على قيادة «فتح» للجم المتطرّفين («القرار الفلسطيني المستقلّ» الذي رفعه عرفات كان مجرّد غطاء لتنفيذ الأجندة السعوديّة). قطر مُطبِّعة ولو لم تُعلن ذلك.

0 تعليق

التعليقات