على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

طريقة تعاطي الإعلام السعودي مع حرب الإبادة على غزة ستُدَرّس في كليّات الإعلام (طبعاً، ليس في كليّة محمد بن راشد للإعلام في دبي). التعاطي مع الحرب سابقة في تعاطي الإعلام العربي مع جرائم إسرائيل منذ عام 1948. حتى الإعلام الإماراتي (على صهيونيّته) لم يصل إلى مرتبة التشفّي والشماتة التي تظهر في الإعلام السعودي. صفحات الرأي في الإعلام السعودي تتضمّن تقريعاً مستمرّاً لـ «حماس» وإصراراً على تحميلها المسؤوليّة عن إجرام... إسرائيل. هذه نسخة عربيّة من الإعلام الإسرائيلي. الإعلام السعودي بات عنصراً من عناصر الإعلام الحربي لدولة العدوّ. لكن ما فعلته هيئة الترفيه السعوديّة أثناء الحرب على غزة كان إهانة مقصودة للشعب الفلسطيني. حفلات رقص وغناء من الرياض إلى جدّة، ودعوات لمطربين وممثّلين من كل العالم (من السهل أن تدعو أياً من مشاهير الغرب إلى بلدك، لو وفرتَ لهم طائرة خاصّة، وجناحاً ملوكياً في أفخم فندق ومليون دولار على أقلّ تقدير. قبولهم للدعوة ليس دليلاً على حبهم لك أو تقديرهم لبلدك). في ليلة حرق في خان يونس، كانت الممثّلة شارون ستون تتمايل في ليالي جدّة، تحيط بها شلل من المملكة وفنانو العرب. وتركي آل شيخ روّج شخصيّاً لشركة «ماكدونالدز» التي تتعرّض للمقاطعة ليس في العالم العربي فقط، إنما في بعض دول العالم الغربي أيضاً. كان واضحاً منذ سنوات أن الإعلام السعودي كان يحضّر الرأي العام العربي (عبر شبكات ترفيه وفن ورياضة وأخبار) للتصالح مع إسرائيل، ولنسيان الهمّ الفلسطيني. كتّاب «الشرق الأوسط» يتسابقون لنبذ وذمّ حماس والمقاومات، فيما الرأي العام العربي يغلي بسبب المحرقة في غزة. لكن هذا يعطي صورة عن الواقع العربي: الإعلام العربي المُسيطِر لا شأن له بالمزاج العربي العام، لا بل يحاول أن يقولبه. تخيّل لو أنّ كتّاب «الشرق الأوسط» يعرضون وجهة نظرهم في تبرئة إسرائيل أسبوعياً أمام الجوامع والمقاهي يوم الجمعة. هؤلاء لا يمتّون إلى العالم العربي بصلة، وخصوصاً أنّهم يقلّدون، حرفياً، تعليقات الصهاينة في دول الغرب.

0 تعليق

التعليقات