على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

خيارات الحزب صعبة، وليس بينها السهل. القيادة التي تعمل حسب منطق الربح والخسارة، تعلم عواقب أي قرار تتخذه. لو انهارت المقاومة في غزة وبقي الحزب على قوّته وعتاده وصواريخه، فإنه يخسر لأنّ المحور كلّه يخسر، ولأنّ الحزب سيظهر بمظهر القوي الذي لم يدافع عن الحليف الأضعف. كل أعداء الحزب سيقولون إنّ الأجندة الإيرانيّة منعته من نصرة «حماس» وإن الحسابات طائفيّة. ولو هو أشعلَ الحرب الكبرى، فإنّه سيعاني من حملة لا سابق لها في الإعلام العربي الذليل الذي سيتهمه بتدمير لبنان. والحزب سيقاتل ضد إسرائيل ويده مقيّدة لأن أكثر من نصف لبنان يؤيّد إسرائيل ويتمنّى الفوز لها ضد لبنان. أكثر من نصف لبنان تمنّى فوز إسرئيل في حرب تمّوز، والبعض الآخر كابر وزعم أنّ إسرائيل انتصرت (رغم اعتراف إسرائيل وأميركا بهزيمة إسرائيل). سيلحق دمار هائل بلبنان، والحزب يتريّث لأنّه يعلم الكلفة، كما أن إسرائيل تعلم كلفة شنّها للحرب الكبرى على لبنان (الحرب أثبتت أنّ معادلة الردع بين لبنان وإسرائيل أنجح تجربة في تاريخ الصراع ولم تنجح الجيوش العربيّة في تحقيقها). خيارات أميركا ليست سهلة هي الأخرى، ولهذا إنّ التفاوض غير المباشر بين أميركا وإيران والحزب كان على أساس أنّ كلّ طرف يمكن أن يخسر من الحرب الكبرى. أميركا، في تواجدها العسكري الكثيف في سوريا والعراق (لا تذكر الصحافة أنّ لدى أميركا آلاف المتعاقدين العسكريّين في سوريا والعراق، بالإضافة إلى القوّات العسكريّة المُسجّلة والمُعلنة) عرضة لضربات ارتداديّة، كما أنّ هناك قاعدة عسكرية واستخباراتيّة أميركيّة في لبنان. وبريطانيا وأميركا تستخدمان الجيش اللبناني لغايات الناتو، ولكن الجيش لا يمكن له أن يدخل في معركة مع الحزب لو اندلعت الحرب الكبرى, ولو تمنّت أميركا ذلك على قيادة الجيش. أميركا ستقدّم معلومات استخباراتيّة للعدوّ كما ستحمي إسرائيل من صواريخ الحزب، كما يقول لي خبير هنا. لكن سيكون لذلك ثمن. (أليس مدهشاً أنّ إسرائيل باتت مثل دول الخليج تحتاج إلى عون أميركي وبريطاني في مواجهة مع منظّمة فلسطينيّة؟).

0 تعليق

التعليقات