على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

اليونيفيل كانت منذ البداية مشروعاً إسرائيليّاً لحماية لبنان. أتت لتكون القوّة المساندة لجيش لبنان الجنوبي. أمن لبنان لم يعنِها. دول الغرب لا تعترف بحق العرب في الأمن: هذا حق حصري للدولة اليهوديّة. واليونيفيل لم تقف حجر عثرة يوماً أمام التقدّم أو الاجتياح أو الغزو الإسرائيلي للبنان. على العكس، كمنت مهمّة القوة الأجنبيّة في تقديم المعلومات الاستخباراتية للعدوّ عن وجود وحركة أي قوّة مناهضة لإسرائيل. وقادة اليونيفيل في السنوات الأخيرة باتوا أكثر مجاهرة بأنّهم يهدفون إلى حثّ لبنان على التوصّل إلى اتفاقيّة سلام مع إسرائيل. وكلمات قادة اليونيفيل في الاجتماعات الثلاثيّة المهينة في الناقورة (هل تستمرّ أثناء القصف الإسرائيلي على لبنان؟ حتماً، ستستمرّ لأنّها تحدث بأمر أميركي لا يُردّ من كل أطراف السلطة بلا استثناء) لم تترك مجالاً للشك في أنّ اليونيفيل تريد من الاجتماعات بين الفريقين أن تتطوّر إلى مرتبة البحث في السلام بين البلدين. أوّل من أمس، قصف العدوّ موقعاً للجيش اللبناني واستُشهد جندي وجُرح ثلاثة. أصدرت اليونيفيل بياناً قالت فيه إنّ الجيش اللبناني لم يدخل في المعركة مع إسرائيل. وإسرائيل راضية عن عمل اليونيفيل، إلى درجة أنّها تريد أن توسّع مهامها وأن تردّ حزب الله شمالاً، أي إنّها تريد أن تخلق شريطاً حدودياً كما كان أيام سعد حداد، على أن يتولّاه الجيش اللبناني نفسه لحماية إسرائيل. لقد نقل عبدالله بوحبيب طلباً غربيّاً في هذا الشأن إلى الدولة اللبنانية، وفق ما ورد في الصحف. إسرائيل تريد أن تهجّر أهل الجنوب الذين ينتمون إلى أكبر حزب لبناني. يتعامل الغرب معه على أنّه كائن منفصل وغريب عن أهل الجنوب، تماماً كما تعاملوا مع منظمة التحرير مع فارق أنّ الحزب لبناني (وكان الكثير من اللبنانيين منضوين في فصائل منظمة التحرير، لكننا ننسى ذلك اليوم بعدما اعتذر محسن إبراهيم عن تحمّل لبنان «أعباء» القضيّة الفلسطينيّة). طبعاً، هذا الطلب لتعديل 1701 يعني العودة إلى اتفاقيّة 17 أيّار التي تحظى بدعم نصف لبنان، وخصوصاً «التغييريّين» منهم.

0 تعليق

التعليقات