القاهرة | بعد ساعات على بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية في الداخل، تحديداً ظهر الأحد الماضي، اتصلت قناة cbc بالممثل أحمد فؤاد سليم القاسم الذي شارك في كل الاحتفالات الرئاسية التي أقيمت أخيراً، ليُفاجأ المذيع بأنّ ضيفه لم ينتخب بعد لوجوده على البلاتوه وأنّه ينوي الذهاب في اليوم التالي. لم يجد المذيع بدّاً من سؤاله عن رأيه في مجريات العملية الانتخابية، على الأقل من الصور التي شاهدها، فبدا من صوت سليم أنه لم يكن يتابع جيّداً. قال عبارة لخّصت الموقف برمّته هي أنّ المصريين مقبلون على الانتخابات رغم أنّ النتيجة محسومة، في محاولة للدلالة على «دعمهم المستمر» للرئيس عبد الفتاح السيسي. عبارة تحمل تناقضاً كبيراً. عدا أنّ الإقبال هُندس بعناية، إذ تظهر اللجان مزدحمة طوال الوقت عبر تجمّعات تقف في الخارج ولا تدخل، فقد جاءت عبارة سليم للدلالة على أنّ عدداً كبيراً من الفنانين قرّر تبني الخطاب الرسمي الذي يربط الإقبال «المصطنع» بقبول السيسي رئيساً لمدة ثالثة رغم انعدام المنافسة. لم يذهب أحمد فؤاد سليم ليقترع ولم يتابع مجريات الحدث، لكّنه ردّ على الاتصال الهاتفي ليردّد الرسالة التي مُرّرت في الوقت نفسه عن طريق عدد كبير من الفنانين الذين ظهروا باكراً في اللجان الانتخابية وحرصوا على التقاط الصور في شكل أقرب إلى جلسات تصوير، خصوصاً الفنانات المتوسطات الشهرة. ظهر معظم هؤلاء عبر أكثر من لقطة بجوار صناديق الاقتراع بشكل ينافي أبسط قواعد العملية الانتخابية، هي أنّ المواطنين سواسية لا يحق لأحدهم أيّاً كان منصبه أن يلتقط الصور لدى وضع الورقة في الصندوق وتغميس يده في الحبر الفسفوري. تصرّفات أكدت أنّ التمثيل في هذه الانتخابات أكثر من حقيقي، ولكن ما لم يتوقعه «مخرج المسرحية» هي الحماسة الشديدة التي أبدتها النجمة لبلبة التي باتت متّهمة في قضية جنائية وهي التصويت أكثر من مرّة في الاستحقاق الانتخابي. بدأت القصة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» الذي انطلق تزامناً مع بدء تصويت المصريين في الخارج. وبالفعل، ذهب كثيرون من الفنانين المشاركين في الحدث السعودي للتصويت في قنصلية مصر في جدة، ولكن وحدها لبلبة التي هرعت للاقتراع مجدداً بعد ساعة واحدة من فتح الصناديق في لجنة بجوار منزلها في حي الدقي في الجيزة. وعلى وجه السرعة، دمج كثيرون بين صورتيها في السعودية وفي مصر، لتضطّر اللجنة المشرفة على الانتخابات لإصدار بيان من دون ذكر الاسم، يؤكد إحالة الواقعة إلى التحقيق. في غضون ذلك، تداولت الصحف المحلية العقوبة المنتظرة التي تراوح بين الحبس لمدّة شهر أو غرامة لا تزيد عن 30 دولاراً أميركياً تقريباً (وهي المرجّحة لأنّه من المستبعد أن تدخل لبلبة السجن بسبب تأييدها المزدوج للرئيس السيسي). في سياق متصل، ردّت نجمة كبيرة من الجيل نفسه على أسئلة الصحافيين بطريقة تبرز انعدام المنافسة في السباق الرئاسي. حين سُئلت نبيلة عبيد «مين اللي هيفوز؟»، أجابت بنبرة فيها الكثير من الاستهجان: «سؤالك غريب أوي... سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو في غيره؟»، ليردّ الصحافي: «آه في أربعة». هنا، ترد «نجمة مصر الأولى» بحزم لا يخلو من المزاح: «معرفهمش»!
أما على مستوى نجوم الصفّين الثاني والثالث، فكانت الانتخابات فرصة للظهور وضمان نشر أخبار عنهم، خصوصاً أنّ «الصحف السيساوية» لا تهمل أي خبر عن مشاركة أحد المشاهير أياً كان. هكذا، بعد غياب، ظهر المغني «أبو الليف» صاحب أغنية «أنا مش خرونج» وهو يصوّت في الانتخابات، وكذلك المغنية والممثلة ساندي، والمنتج عماد زيادة وغيرهما ممن تراجعوا في قائمة اهتمامات الجمهور. وكانت الممثلة المبتعدة منذ سنوات عن الأضواء، هند عاكف، حديث منصات التواصل الاجتماعي بسبب إصرارها على ارتداء فستان لافت كما تفعل دائماً في المهرجانات السينمائية، إذ ظهرت ساعة الاقتراع بفستان يحمل في نصفه الأعلى علم مصر وفي الأسفل علم فلسطين!