على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تجنّبتُ في مسيرة الكتابة في «الأخبار» (وفي المواقع) مصطلحات الخيانة والعمالة لكثرة ما أساءت الأنظمة (كلّها) استعمالها. لكن مقالة فؤاد السنيورة (بالاشتراك مع باسم الشاب) في «واشنطن بوست» لا يمكن تصنيفها بغير مصطلحات الخيانة الوطنيّة. هل يُعقل أنّ الرجل (الذي لا يمكن وصف دوره في حرب تمّوز إلا بالمُشين) يعرض (باسم العرب أجمعين مع أن جمهوره الانتخابي، السني اللبناني، نبذه في الانتخابات الأخيرة) مدَّ يد السلام إلى إسرائيل؟ يقول إنّ حرب الإبادة يجب أن تقود إلى السلام مع إسرائيل. ويدعو السنيورة، بودّ، إلى احتضان إسرائيل لدعوتِه إلى السلام معها كي يدخل الشرق الأوسط في مرحلة جديدة. ويقول السنيورة (مُطمئناً إسرائيل) إنّ الشعب العربي لا يعتبر الحرب في غزّة إسرائيليّة ــ فلسطينيّة بل فقط حرباً مع ««حماس»، اللاعب الذي ليس بدولة». ويكذب السنيورة عندما يقول إنّ إيران وافقت على بيان القمة الإسلاميّة في السعوديّة بينما هي أبدت اعتراضها عليه. ويقول السنيورة إنّ العرب ردّوا على الحرب الإسرائيليّة بالديبلوماسيّة (هي نفس المقاومة الديبلوماسيّة الذي قادها السنيورة، كبديل عن المقاومة العسكريّة، والتي أفضت إلى تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر). ويُطمئِن السنيورة إسرائيل بالقول إنّ العرب لم يهدّدوا إسرائيل عسكريّاً. كلام السنيورة يمكن أن يصدر عن ديبلوماسي إسرائيلي، لكنّه صادر عن رئيس وزراء (مُختار أميركيّاً) يرفض فحصَ دم في وطنيّته لأنّه مشى في مظاهرة عروبيّة في شبابه. ويدلّل على رضى العرب عن إسرائيل بالقول إنّ محمد بن زايد (معبود الجماهير العربيّة؟) التقى مع الرئيس الإسرائيلي، في إشارة إلى أنّه ليس من حقد عربي ضدّ إسرائيل. ويأخذ السنيورة (بالنيابة عن إسرائيل) خطر حزب الله على إسرائيل (وليس العكس) على محمل الجدّ، ويقول إنّه لا يُقلّل من خطر الحزب عليها (يبدو أنّ الأخطار على إسرائيل تشغل باله كثيراً ـــ وفي خضمّ الحرب على غزة). ويذكّر السنيورة إسرائيل بأنّ «العرب والإسرائيليّين على نفس الموجة» بالنسبة إلى موضوع النووي الإيراني. يريد السنيورة في ختام المقالة شراكةً مع إسرائيل.

0 تعليق

التعليقات