على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نفّذَ الفوج المجوقل في الجيش اللبناني عمليّة بالغة الصعوبة والدقّة لإنقاذ مواطن لبناني عالق في التلفريك. وتوجّه عناصر الفوج مدجّجين بالرشاشات الحربيّة الملقّمة لإنقاذ المواطن المسكين، خصوصاً أنّ منطقة التلفريك تعجّ بالإرهابيّين من كل حدب وصوب. والفضل لدول الـ «ناتو» قاطبةً لأنّها تعدّ الجيش وتؤهّله، وتدرّبه ليصل إلى «الجهوزيّة» التي يزهو بها قائد الجيش في كل خطاب، وليتصدّى للعصابات الإرهابيّة الواحدة تلو الأخرى. من هي هذه العصابات الإرهابيّة التي تضمرُ الشرّ للبنان؟ لا نعرف على وجه التحديد، ولكن عقيدة التدريب الأميركي تعتمد على سرديّة أنّ هناك عصابات إرهابيّة تتنقل في لبنان وتعيث فيه خراباً. والعصابات غير المحدّدة تجتاح لبنان منذ 1948 والجيش الأميركي يلقّن الجيش اللبناني بأنّ إسرائيل لا خطر منها على الإطلاق، وأن الخطر، كلّ الخطر، ينطلق من العصابات الإرهابيّة. طبعاً، الحكومة الأميركية تقصد حزب الله بالعصابات الإرهابيّة وهي لا تقول ذلك علناً لأنّه يمكن أن يعرّض السلم الأهلي للخطر. لكن عمليّة التلفريك أبهرتني وجعلتني أعيدُ النظر في الإستراتيجيّة الدفاعيّة. قلتُ في نفسي: إذا كان التدريب الأميركي قد أمّن إنجاح العمليّة النوعيّة في التلفريك، فإنّ ذلك يُغني عن سلاح المقاومة وقوّاتها. لنعترف: إنّ خطر تسرّب عصابات إرهابيّة مجهولة إلى التلفريك يفوق خطر إسرائيل، والإستراتيجية الدفاعية البديلة التي يحتاجها لبنان لا علاقة لها بالخطر الصهيوني أو الصواريخ الدقيقة التوجيه. هذا من عصر غابر. الخطر الذي يحيق بلبنان هو خطر الإرهاب التلفريكي. وبين الخطر الصهيوني والخطر التلفريكي، أنا أخاف الأخير أكثر بكثير وأتوجّس منه على المنعطفات، ونشأتُ على التنبّه للخطر التلفريكي الإرهابي. صحيح أنّ إسرائيل تخرق سيادة لبنان منذ إنشاء الكيان، وأنّها في الأشهر الماضية قصفت مواقع للجيش اللبناني، ولكن التلفريك أشدّ خطورة لأنّه قد يهبط علينا فوق رؤوسنا. والتدريب الذي تشرف عليه أميركا للجيش اللبناني يضمن لنا أنّ الأخطار الحقيقيّة يمكن التصدّي لها بهمّة الدعم الأميركي ودعم حلف شمال الأطلسي.

0 تعليق

التعليقات