السؤال الكبير: لماذا الشارع العربي صامت في معظمه (خارج اليمن)؟ الجواب:
1) شدّة القمع خصوصاً من دول الخليج التي ترسم حدود المسموح والمحظور في العالم العربي. لو هي سمحت بمناصرة فلسطين، لشعرت الأنظمة الأخرى بجواز ذلك.
2) وسائل التواصل تمنح الناس شعوراً مزيّفاً بالقيام بالواجب.
3) صناعة الترفيه فعلت فعلها من ناحية ضخّ ثقافة الرياضة والرقص والغناء وحفلات «الجمال».
4) الشعب العربي فقد ثقته بنفسه. التخدير عمَّ وشاعَ كما اليأس. بعد فشل الانتفاضات العربيّة، أدرك الشعب العربي حجم المعوقات أمام التغيير.
5) استكانة الضفة (سياسياً بصورة عامة رغم حالات مقاومة منفردة ومتفرّقة) بعثت رسالة شديدة السوء إلى الرأي العام العربي. ينسى الناس أنّ الحكومة الأميركيّة أنشأت جيش قمع من 100 ألف شخص، مهمته تحويل الضفة إلى نظام عربي قمعي. يقول الناس في الدول العربيّة: إذا كانت الضفة لا تثور، فلماذا نثور نحن؟
6) غياب الإجماع حول الشعارات. عندما فرضت السعودية إجماعاً على كل الدول العربيّة، بما فيها لبنان، حول مشروع التطبيع مقابل دويلة في الضفة والقطاع، فإنّ ذلك ترك العامة في حالة من الحيرة: هل نتظاهر للمطالبة بتحرير فلسطين أم إقامة دويلة على 20 في المئة من فلسطين التاريخيّة؟
7) تعلم الدول العربية أنّها لو سمحت بتظاهرات حول السفارات الغربيّة، فإنّ ذلك سيؤثّر على علاقاتها المهمّة (لها) بدول الغرب.
8) الخلاف الإسلامي ــ العلماني مزّق الشارع العربي. هنا في الغرب، يتّحد الإسلاميّون مع العلمانيّين في نصرة فلسطين. في الدول العربية، لا يتّحدون على شيء ولا على الاحتباس الحراري.
9) يفتقر العالم العربي إلى زعيم يوحّد الناس حول شعارات فلسطين ويُعبّئهم. حكام العرب حريصون جداً في خطابهم مخافة إغضاب الغرب وليس فيهم من يرى الناس فيه زعيماً للعرب.
10) الفئة العمريّة الأكثر ميولاً للاحتجاج في الشارع، والأكثر غضباً ضد إسرائيل، هي الفئة الشبابية. هي ليست متمرّسة في الحركة الشارعية. الاحتجاج عندها منحصر على المواقع، وهو مهمّ، ولكن دول الغرب تغيّر سياساتها فقط عندما تحتشد الجماهير أمام سفاراتها.